بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
أقل من ربع دولة، على أقل من ربع وطن، بأقل من ربع سيادة، مع صك بقيمة خمسين مليار دولار تقريبا .
هذه هي صفقة القرن، أو صفعة القرن، التي جرى تحضيرها في مطبخ ترامب، باختصار شديد، أو اختصار مفيد.
قد تكون قيمة الصك أكثر، وقد تكون أقل، ولكن المؤكد أن هناك صكا ، وهناك أهم من ذلك وبالليبي، «صكة». .
(إسرائيل) سوف تأخذ كل شيء من البوفيه الفلسطيني المفتوح، ودول الخليج سوف تدفع تكاليف المائدة. أما الفلسطينيون فمياه البحر لا تنضب.
يعني أن قضية فلسطين التي ولدنا تحت سقف من عناوينها، وكبرنا معها كقضية إنسانية، ظهرت في آخر الرواية، مجرد مشكلة بزنس، وليس قضية شعب، أو وطن .
ويعني أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والجامعة العربية وحركة عدم الانحياز، علينا أن نجمعها كلها ، ونرميها في البحر. ويعني أن مشروع دولتين لشعبين، وفكرة دولة واحدة لشعبين، وقرار التقسيم، وحتى حدود 67، علينا أن نجمعها كلها، ونرميها في البحر.
ويعني أن ستة ملايين فلسطيني في الشتات، نصفهم على حواف فلسطين، ونصفهم على حواف العالم، علينا أن نجمع كل أحلامهم، وتطلعاتهم بالعودة، ونرميها في البحر.
ويعني حتى معاهدة كامب ديفيد، واتفاقية وادي عربة، وغزة وأريحا أولا، والأرض مقابل السلام، علينا أن نجمعها كلها ونرميها في البحر.
وعلينا أن نزود أدمغتنا بكاتم للذاكرة، وننسى وعد بلفور، وعام النكبة، وعام النكسة وأرقام وكالة الأونروا، وشعراء الأرض المحتلة ، والقدس، والمسجد الأقصى.
يبقى أن نتذكر ما قاله ميناحيم بيغن ذات مجزرة: العالم لا يشفق على المذبوحين.