منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
بين رفوف المكتبات وصفحات الكتب، تتكشف أزمة قد تُهدد مستقبل الثقافة والمعرفة..
خلال السنوات الأربع الماضية، تم إصدار أكثر من “200” عنوان من قبل دار “الجابر” للنشر والتوزيع، مولت بالكامل من الإيرادات الذاتية دون أي دعم خارجي، ما يعكس صمودًا أمام التحديات المالية الصعبة..
حصاد أربع سنوات: صمود ثقافي في مواجهة الأرقام
أشار مدير الدار “علي بن جابر” في منشور له، إلى أن خلال الفترة بين “2021 و2024″، تم إصدار “201” عنوانًا :
– 2021: 51 عنوانًا
– 2022: 45 عنوانًا
– 2023: 47 عنوانًا
– 2024: 58 عنوانًا
ورغم محدودية الأرباح، تم الحفاظ على التوازن المالي واستمرارية النشاط الثقافي، إلا أن إعادة التقييم الضريبي لعام “2024”، أدت إلى رفع الضريبة المفروضة من “3.454” دينار إلى “12.813” دينار، أي بفارق “9.449” دينار، وهو مبلغ يشكل تهديدًا مباشرًا لاستمرار الدار في أداء رسالتها الثقافية..
الثقافة في مواجهة القانون الضريبي
تبيّن أن القانون الضريبي الليبي رقم “7” منذ “2010” لم يُعدّل، ولم يُفرّق بين الأنشطة التجارية والثقافية.. النشر الثقافي يُنظر إليه على أنه نشاط تجاري بحت، رغم محدودية العائد المالي مقارنة بالقيمة الاجتماعية والمعرفية للكتاب..
ولوحظ أن استمرار هذا النهج، قد يدفع دور النشر إلى التركيز على الأنشطة التجارية الأكثر ربحًا، على حساب الرسالة الثقافية والمعرفية، ما يهدد تدريجيًا حركة النشر والوعي في المجتمع..
شهادات من الميدان
تم توثيق تجارب مماثلة في مكتبات مستقلة مثل مكتبة “الكفرة بوكس” الثقافية، حيث تم التعامل معها كمحال تجارية، رغم الجهد المبذول لنشر الثقافة والمعرفة، وهو ما يعكس أزمة تتجاوز الأرقام وتهدد وصول المجتمع للمعرفة والوعي..
حماية الثقافة قبل الحسابات
أصوات ثقافية نادت بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم دور النشر والمكتبات المستقلة من بينها:-
تعديل القانون الضريبي ليأخذ بعين الاعتبار طبيعة النشاط الثقافي، وتقديم إعفاءات أو تخفيضات ضريبية للمؤسسات الثقافية..
بالاضافة إلى أهمية وضرورة فتح حوار مباشر بين الناشرين والجهات الحكومية لإيجاد حلول عادلة، إلى جانب توحيد موقف الناشرين، لتعزيز قدرتهم على حماية الثقافة واستمرارها..
الكتب ليست مجرد إيرادات
الضرائب ليست مجرد أرقام، بل قد تتحول إلى عبء ثقيل يثقل كاهل الحركة الثقافية.وهنا حماية دور النشر ليست رفاهية، بل واجبًا مجتمعيًا للحفاظ على حق الأجيال في المعرفة، ولضمان أن يظل الكتاب مصدر وعي وحرية، لا مجرد مصدر ربح يُحسب بالأرقام..
