منصة الصباح

صرخة الأدغال

نقطة نظام

بقلم / فوزي البشتي

قال الحكيم الصيني « كونفشيوس » : العلم بلا فكر جهد ضائع أما الفكر بلا علم فخطر شديد .

اننا معشر البشر نوجد في الحياة ينقصا الكثير ، وعلينا ان نكمل هذا النقص بجهودنا الذاتية ، والمشكلة أننا لن نعرف إن هناك ما ينقصا املا اذا بقينا علىأجهلنا ، وانما سنستمر في مرحلة البدائية الوجدانية التي قد تؤدي بنا مع الوقت لأن نكون خطراً على ما حولنا ومن حولنا .

حالة البدائية الوجدانية تلك تجعلنا فريسة سهلة لأن يستحوذ علينا ذلك المجتمع الجديد الذي نسميه مجتمع  الغابات الاسمنتية »

إننا لم نغادر مرحلة الغابات الخضراء حتى رحنا نحرقها لنتخلص من مخاطرها . لكن الغابات الاسمنتية هي الاخرى مليئة بوحوشها الضارية وحياتها المحتضرة الماكرة وانسان العصر الحديث الذي لم تتول الحيوانات تربيته ، انما ربته الآلات والماكينات .

هذا الانسان يحتاج الي حمايته من مخاطر الغابات الافتراضية الاخرى التي ربما كان اشهرها « الانترنت » وهناك اطفال يعيشون في هذه الغابة الجديدة ، وقد انتزعت منهم شعلة الحياة مجردين من هويتهم ، محرومين من الايمان بمستقبلهم ، فاقدين للشجاعة والقدرة على مواجهة ذلك المستقبل . انهم يطالبوننا بغذاء لارواحهم .

صرخة الادغال تلك هي اكبر دليل على المستقبل الزاهر للكتاب .

عندما نقرأ كتابا فكأنما نؤثث بيتا من الداخل والحكايات بالذات تعتبر عنصراً اساسياً في هذا التأثيث ، ففي عصر ما قبل الآداب المكتوبة كانت الحكاية الخرافية والخيالية هي اداة نقل الثقافة والهوية وكانت الحكاية الشعبية بالذات هي الموسوعات الثقافية في تلك العصور ، والكتب التي نقرؤها في طفولتنا تشبه تلك الموسوعات . وهذا ينطبق ايضا على الحكايات التي نسمعها ونحن جالسون في حجور امهاتنا وآبائنا .

قال احد الفلاسفة : « الخيل تولد ، اما الانسان فيتكون » . وهذا التكوين يختصر الاجابة عن هذه الحكمة الخالدة : « قل لي ماذا نقرأ ، أقل لك من أنت”.

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …