منصة الصباح

صحة السبع دوخات

صحة السبع دوخات

عبد الرزاق الداهش

ماذا لو سألت عشرة ليبيين: عما إذا كانوا يخيرون العلاج المجاني في المؤسسات الصحية العامة، أم التامين الطبي؟
إذا لم يفضل تسعة منهم التأمين الطبي، فعلى الأرجح سيكون العشرة مع هذا النظام الصحي.
المواطن يريد مركز طبي لا يسمع فيه كلمة لا يوجد عندنا سرير، ولا تصدمه بعدم توفر حتى القطن والشاش.
والمواطن يريد مرفق صحي يقابلك فيه الطبيب ببشاشة، وموظف الاستعلامات بتوزيع الابتسامات، وليس توزيع الناس.
فيلم الطبيب تأخر، والممرضة غائبة، وجهاز الأيكو عاطل، ومفردات أخرى لا يزدحم بها إلا قاموس المستشفيات الحكومية.
وتبعا لهذه الحقائق، يظل تفضيل التأمين الطبي بالنسبة للمواطن الليبي، هو الخيار الطبيعي.
الجميع يفضلون نظام التأمين الطبي، وهو نموذج أخر لمجانية العلاج.
ولعل الغريب في الموضوع هو كلفة التأمين الصحي بالنسبة للدولة، حيث أنه أقل بكثير من نظام مجانية العلاج.
فما نصرفه على الصحة ليس من اجل العلاج، بل رقم كبير يذهب كمرتبات للعاملين في هذا القطاع.
والأغرب أن بعض هؤلاء العاملين لا يتوجهون للمرافق الصحية إلا للعلاج.
والحل الممكن وليس الامثل هو الخصخصة، وقيم التنافسية.
وتتولى الحكومة مراقبة جودة الخدمة، ومكافحة الامراض، وبعض المشافي الجامعية.
يعني نظام صحي منتج، باداء أفضل وكلفة أقل، ولا تدوخ السبعة دوخات للبحث عن سرير.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …