منصة الصباح

صبراته

جمعة بوكليب

زايد…ناقص

المسافةُ الجغرافيةُ التي تفصل طرابلس عن صبراته تصل إلى ما يقرب من 70 كيلومتر. وكنتُ أظنها أقلّ من ذلك. صديقي الشاعر عاشور الطويبي، حين التقيته مؤخراً في زيارتي لمدينة صبراته، صحح لي مشكوراً المعلومة. هذا من جهة الجغرافيا.

المسافةُ الزمنيةُ التي تفصل بين أول زيارة لي لصبراته، وآخر زيارة في الأسبوع الماضي، تمتد لأكثر من من نصف قرن. زرتها تلميذاً في بداية المرحلة الاعدادية، ممتلئاً بالآمال والأحلام. وزرتها كهلاً، في الربع الأخير من عمري، وقد شربتُ كأس الخيبات كاملة. هذا من جهة الزمن.

يوم السبت الماضي، ولا أعرف كيف، تمكنت من كسر حاجزغير مرئي وقف بيني وبين زيارة صبراته. وصلتها ضحيً ضمن كوكبة من أدباء ومثقفين، قدموا فرحين للتهنئة بتأسيس أول بيت ثقافي بمدينة تعد ضمن أقدم المدن ليس في ليبيا فقط، بل في العالم. هذا من جهة ما حدث مؤخراً من تحوّلات ايجابية جداً بصبراته، التي كانت وإلى فترة زمنية قريبة، بؤرة استقطاب للتطرف الديني.

طرق عديدة من طرابلس تقود لصبراته، برّاً وبحراً. البحر لم يكن خيارا متاحاً، والبرُّ كان سيء الصيت بازدحام حركته المرورية، وخطورته. رحلة الذهاب كانت أكثر رحمة وانسانية بنا من رحلة الإياب. كان الازدحام شديداً على الطريق، بسيارات يقودها سائقون يتسابقون بجنون ضد أنفسهم وضد الزمن. هذا من جهة الرعب الذي يجعل القلوب تبلغ الحناجر.

بعد وجبة الغذاء، عرض عليَّ صديقي الشاعر عاشور الطويبي مصاحبته بسيارته في جولة سريعة إلى المنطقة التي يقع بها بيته العائلي الصبراتي. عاشور كان يسكن في الطويبية. وأذكر أني زرته ضيفاً صحبة أصدقاء ذات مرّة. لكن في حرب عام 2014 قام مسلحون بحرق البيت عمداً.

هذا من جهة حكاية حزينة تُروى، عن بيت طبيب مسالم في الطويبية، كان يضم بين جنباته شاعرأ لا يتوقف عن بذر الحبّ في القلوب، مع أفرادعائلته الصغيرة، وحرقه عمداً أنذال.

شاهد أيضاً

الطرابلسي يبحث إعادة تشغيل منفذ الدبداب البري مع الجزائر

الصباح بحث وزير الداخلية المكلّف لواء عماد مصطفى الطرابلسي مع نظيره الجزائري، إبراهيم مراد، إعادة …