منصة الصباح

صاحب السعادة الموسيقار

 

بقلم / عبدالله الزائدي

وانت تستمع الى النجم المصري الشهير مدحت صالح يغني ( قلبي داب ) او تتذكر الفنانة حنان نجمة الثمانينات بأغنيتها الأشهر (البسمة ابتسمت شفافة) واغنية سميرة سعيد (القلب ومايريد) احد اشهر اغانيها في التسعينات أو تردد اغنية (بتوحشيني ) الشهيرة لعمرو دياب نجم مصر الاغلى وغيرها كثير من الأغاني لأشهر نجوم الفن العربي، فأنت تستمع الى موسيقى والحان الفنان الكبير ابراهيم فهمي، صاحب الابتسامة والصوت الجميل والحيوية التى لاتهدأ والطموح الذي لا يعرف قمة نهائية يقف عندها ، فلم تكن الحانه باصوات فناني الشباب فقط، فغنى له العظيم الراحل وديع الصافي ووردة الجزائرية والياس كرم وغيرهم، فنان ارتبط بالمشاهير رغم ان بدايته في الحياة كانت قاسية ، لم يجد فيها طريقا ممهدة وهو يقف في أولها مطلع الستينات شابا بسيطا في بنغازي لا يملك غير طموحه وموهبته لا وساطات ولا أموال، ليدخل بوتر وخيال وذلك كل رأسماله للنجاح، ليصبح في السبعينات في مصاف أشهر فناني جيله مع محمد حسن وابراهيم أشرف وعادل عبد المجيد، ويقدم تجربة لحنية مختلفة ذات سمة موسيقية مميزة وافكار جديدة، ليصل الى صناعة النجاح في عاصمة الفن العربي القاهرة ولعل من ابرز المواقف الشاهدة على مكانته عندما قدم لحنا لشاب مصري مغمور في القاهرة لايعرف احد ان اسمه هشام عباس واللحن لاغنية ( وانا انا اعمل ايه ) ليتحول ذلك الشاب بعدها الى واحد من أشهر الفنانين العرب وينجح اللحن نجاحا باهرا بكل المقاييس ويعلق المنتج طارق الكاشف قائلا ( لو كان عبد الحليم حافظ حيآ و سمع هذا اللحن لأخذه وغناه ) نعم فلو كان عبدالحليم حيا لما تردد في غناء الحان ابراهيم فهمى خاصة وان وديع الصافي الذي اعجب بلحن الايام الحلوة وغناه يمتلك امكانيات صوتية كبيرة تفوق عبدالحليم بكثير.
وكما أن الوصول الى القمة ليس سهل فاعلان الانطلاق ذاته يحتاج نفسا متطلعة لاتيأس ففي أوائل الستينات وكان مسعود الدراجي وهو اسمه الحقيقي لا يتجاوز الرابعة عشر يستمع في الراديو الى برنامج يهتم بالمواهب يقدم من بنغازي واسمه ( ركن الهواه ) وهو الفتى المولع بالموسيقى والغناء، وحدث نفسه أن يذهب إلى الإذاعة ليشارك في البرنامج وقرر فعلا الذهاب وهو يردد ما يحفظ من اغاني عربية طربية صعبه وبعض الأغاني الليبيه،لكنه توقف عند باب البيت وسأل نفسه ماذا لو علمت الأسرة انني اغني في الراديو؟ فالمجتمع في ذلك الوقت لايعتبر المغني نجم مجتمع كما هو الحال اليوم واستقر مسعود على أن يسمى نفسه. مسعود أحمد، وانطق مكملا طريقه الى الاذاعة وبالفعل دخل مشاركا في البرنامج بأغنية صعبة جدا بالنسبة لسنه اليافع وصوته الغض ومشاعره البكر اختير له أغنية نجاة الصغيرة ( أيظن ) لكن المصادفة أن مسعود كان يجيدها و يغنيها لاصحابه اي انه متدرب عليها فغناها بشغف ابهر مقدم البرنامج وقال له على الفور أنت جاهز للانضمام إلى قسم الموسيقى بالإذاعة ( ناجح ) وعندها وقف مسعود على اول الطريق وتحول طموح الصبي الصغير الى واقع حقيقي لا مجرد لعبة غناء ، لم يفكر الصبي طويلا واتخذت قرارا بعدم الرجوع الى البرنامج مرة أخرى فلقد كانت رغبته أن يغنى كهاو وليس كمحترف ، لقد فكر الصبي في ردة فعل والده الذي سيرفض دخول ابنه الفن بل سيكون مصير مسعود العقاب الشديد وعاد الى البيت وكأنه لم يذهب ليغني عاد في صمت مختنق الصوت، ومرت ايام لم يتوقف فيها عن سماع البرنامج وتغير مقدم البرنامج وعاد مسعود يفكر في الذهاب للغناء مرة اخرى، فكر مسعود في الرجوع الى البرنامج وبعد تردد اختار اسما مستعارا هو ( محمد عبد الله ) وانطق ليدخل مرة اخرى ووصل الى البرنامج وغنى أغنية فريد الأطرش ( ياريتنى طير ) وأتقن غنائها وانبهر مقدم البرنامج ولكن مرة أخرى يشعر مسعود بالخوف وهو يتخيل عقاب والده اذا علم أنه دخل للإذاعه كمطرب وكان نفس القرار بعدم الرجوع للبرنامج وبعد فترة تغير مقدم البرنامج وقرر مسعود هذه المرة الذهاب والمشاركة واختار لنفسه اسم ( ابراهيم فهمي ) ، وفي العدد القادم سنتعرف على سبب اختيار هذا الاسم الذي استمر معه وماذا فعل مع الده الرافض لفكرة ان يغني في الاذاعة

شاهد أيضاً

الصحافة تطرح إشكالية غياب المكتبات المدرسية على الطلاب والمجتمع في حوارية

التقت اللجنة الثقافية المشكلة بقرار من رئيس الهيئة العامة للصحافة مع عدد من المسؤولين بإدارة …