منصة الصباح

شينك حوسة.. بين الرداء.. والبوخوصة

أحلام محمد الكميشي

وأنا أبحث عن فكرة يمكن لقلمي أن يتخذها محورا لمقالتي الأسبوعية، رماني حسابي على فيسبوك بمقطع من عمل درامي ليبي حديث استغربت كيف كُتب نصه وتم تمثيله وإخراجه بهذه الكيفية التي أتعجب من تسميتها (فن)!!

سيدة ليبية ترتدي الرداء التقليدي تنادي على جارتها من الشارع بصوت عالٍ عدة مرات وتقوم ب(التصفير) الذي يمثل لجيل الآباء ومن قبلهم الأجداد مفهوما يقترن بالعيب وبعضهم يرفعه لدرجة الحرام بحجة أنه يستدعي الشياطين نستعيذ بالله منهم، وهذا بدل أن تدق على الباب باحترام أو تضغط الجرس، ويخرج ابن جارتها من فيلا تبدو راقية إلى حد ما ويطالبها بالرحيل وترك والدته وبيتهم في حالهم متهمًا إياها بتخريب بيتهم وتسببها في طلاق وشيك لوالدته.

وفي غياب كامل لمفهوم الجيرة عند الجيل الذي تمثله السيدة ومفهوم الاحتشام عند مقابلة ابن الجيران (العزري) خاصة إذا بدا نزقًا وفي حديثه بعض التجاوز لحدود الأدب والاحترام، تمعن هذه الجارة في مجادلته وإلى الحد الذي تقول له (عادي.. شنو فيها كان اتطلقت.. حاجة والله كبيرة.. خلي بوك يطلقها عادي!! ولاد الحلال هلبة وتتزوج).

ويبلغ التحدي ذروته عندما تخرج الجارة من (شلامتها) سكين (بوخوصة) وتبالغ في استفزاز الشاب للدخول في عراك معها، لكنه (يقصر الشر) ويدخل لبيته ويغلق الباب، فتستمر هي في المناداة والتصفير!!

وأستغرب أين كان يجلس المؤلف وهو يكتب نصه ومن أي بيئة استوحاه؟ وكيف اتفق أن الممثلين والمخرج والمنتج أعجبهم هذا النص وقاموا بتمثيله وأعجبت به القناة التي عرضته في شهر رمضان بالتحديد؟

نعم قد ينشب عراك بين الجيران فيكون بين فئات متكافئة من حيث الجنس والعمر، لكن لم أسمع أن القدر طاح بين الليبيات وجيرانهم (العزارى) أولاد جاراتهم لدرجة فتح البوخوصة في وجوههم؟

وأتساءل.. هل هذا مقصود؟ تقديم الليبيات بهذه الوحشية والصفاقة في الدراما، وبهذا الغباء والاستخفاف في برامج الطبخ أم هو محض صدفة؟

 

شاهد أيضاً

معرض بمدرسة شهداء الواجب الثانوية بنات في ختام العام الدراسي

    افتتحت مراقب التربية والتعليم طرابلس المركز بثينة الجدِي رفقة مدير مكتب التعليم الثانوي …