منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
لا شيء يضاهي متعة الاسترخاء تحت أشعة الشمس عند شاطئ او مسبح ، ولكن خلف هذا الشعور الممتع يكمن خطر خفي قد يؤثر سلبًا على صحتنا.
التعرض المفرط لأشعة الشمس، وتحديدًا الأشعة فوق البنفسجية (UV)، يمكن أن يتسبب في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، بدءًا من المشكلات الجلدية البسيطة وصولًا إلى الأمراض الخطيرة.
المخاطر الخفية لأشعة الشمس على الجسم
تعد الأشعة فوق البنفسجية هي السبب الرئيسي وراء أضرار أشعة الشمس على الجسم، حيث تتمثل أبرز قدراتها في التسبب بالمشكلات التالية:
التسفع الشمسي (الاسمرار):
في الواقع، يُعدّ التسفع آلية دفاع طبيعية يقوم بها الجلد لحماية نفسه من الإشعاع الزائد. فعندما تتعرض البشرة للأشعة فوق البنفسجية، تبدأ في إنتاج المزيد من صبغة الميلانين، مما يؤدي إلى اسمرار لون الجلد.
حروق الشمس:
من أبرز أضرار أشعة الشمس التي تترك البشرة حمراء، متهيجة، ومؤلمة. تُصنف حروق الشمس إلى نوعين:
حروق بسيطة: تصيب الطبقة الخارجية من الجلد فقط، وتستمر لأيام قليلة إلى أسابيع، ثم تُشفى مع تقشر الجلد.
حروق شديدة: تصل إلى طبقات الجلد الداخلية وقد تطال الأطراف العصبية، مما يجعلها مؤلمة جدًا وتستغرق وقتًا أطول للشفاء، وقد تستدعي زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
التجاعيد وعلامات الشيخوخة المبكرة:
بينما تُساهم عوامل مثل الجاذبية وحركة عضلات الوجه والأكسدة في ظهور تجاعيد الجلد مع التقدم في العمر، يبقى التعرض المزمن لأشعة الشمس هو العامل الأبرز والأكثر تأثيرًا.
فالتعرض لسنوات طويلة للشمس يضر بألياف الكولاجين و الإيلاستين المسؤولة عن مرونة الجلد، مما يؤدي إلى ترهله وظهور التجاعيد بشكل مبكر.
اختلافات في لون الجلد وبقع دائمة:
التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يُسبب تغيرات في لون الجلد، مثل ظهور بقع داكنة أو فاتحة، والتي قد تبقى لسنوات طويلة. كما يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الأوعية الدموية الصغيرة تحت سطح الجلد، مما يجعل الجلد يبدو محمّرًا بشكل دائم في المناطق المتأثرة.
النمش:
هي بقع بنية صغيرة تظهر على الجلد بعد التعرض الأول لأشعة الشمس. الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أو الشعر الأحمر هم الأكثر عرضة لظهور النمش. تجدر الإشارة إلى أن النمش ليس دائمًا من أضرار أشعة الشمس؛ فقد يكون وراثيًا ويظهر في مرحلة الطفولة المبكرة.
القشرة الجلدية (التهاب الجلد الدهني):
من أضرار أشعة الشمس المحتملة ظهور قشور جلدية حمراء أو بنية. عادةً ما تزول هذه القشور بعد بضعة أيام من تطبيق مرطب جيد النوعية على البشرة.
سرطان الجلد: الخطر الأكبر:
يعد سرطان الجلد من أخطر أضرار أشعة الشمس. تُحفز الأشعة فوق البنفسجية حدوث انقسامات غير طبيعية في خلايا الجلد، مما يؤدي إلى تكون أورام سرطانية. توجد عدة أنواع من سرطان الجلد، مثل سرطان الخلايا القاعدية والحرشفية والميلانوما. على سبيل المثال، مرض بوين (Bowen disease) هو نوع من سرطان الخلايا الحرشفية الذي يبدأ بإصابة الطبقة الخارجية من الجلد، وإذا تُرك دون علاج، قد ينتشر إلى الطبقات الداخلية والأعضاء الأخرى.
الساد (إعتام عدسة العين):
الساد هو مرض يصيب العين ويمكن أن يحدث نتيجة التعرض المزمن لأشعة الشمس. حيث يمكن أن تؤدي الأشعة فوق البنفسجية إلى تعكر عدسة العين، مما يمنع انتقال الضوء إلى شبكية العين ويؤثر على الرؤية.
كيف تحمي نفسك من أضرار أشعة الشمس؟
الوقاية خير من العلاج، ولحماية نفسك وعائلتك من أضرار أشعة الشمس، اتبع الإرشادات التالية:
تجنب التعرض المطول: ابحث عن الظل دائمًا، خاصة خلال ساعات الذروة التي تكون فيها أشعة الشمس في أشدها (عادة بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً).
ارتداء الملابس الواقية: عند الخروج، ارتدِ قبعة عريضة الحواف ونظارات شمسية لحماية العينين والوجه.
استخدام واقي الشمس بانتظام: اختر كريم واقٍ من الشمس بعامل حماية (SPF) 30 أو أعلى، وذو طيف واسع (يحمي من أشعة UVA و UVB). أعد تطبيقه كل ساعتين، أو أكثر إذا كنت تسبح أو تتعرق.
هل التعرض لأشعة الشمس خطير دائمًا؟
الإجابة لا. فالجسم يحتاج إلى التعرض لأشعة الشمس لإنتاج فيتامين د، وهو ضروري لصحة العظام والوظائف المناعية. لكن يجب أن يكون هذا التعرض مدروسًا ومحدودًا وفقًا للشروط التالية:
اختيار الأوقات المناسبة: تعرّض لأشعة الشمس في الصباح الباكر (قبل الساعة 10 صباحًا) أو قبل الغروب بقليل (بعد الساعة 4 مساءً)، حيث تكون الأشعة أقل شدة.
تحديد المدة: لا تتجاوز 10-15 دقيقة من التعرض المباشر لأشعة الشمس دون حماية.
باتباع هذه النصائح، يمكنك الاستمتاع بفوائد أشعة الشمس مع حماية نفسك من مخاطرها المحتملة.
