عبد الزراق الداهش
(فراشة مكسورة الخاطر
تنام على غيمة تبكي
يسقط المطر ليبتل المساء
قرص الشمس يذوب في البحر
شجرة صفصاف تفقد اوراقها في الربيع
قطة تقضم تفاحة
وفي الشارع الطويل يضيع ظل الريح
ارنب ليست مذعورة
تمشط فروة رأسها على شاطئ الغابة
صياد علقت سنارته في القمر ولا يبالي)
وهكذا إلى أخر
اقصد بوسعك ان تكتب على هذا النحو من ميدان الشهداء، إلى ساحة “تيان آن من” في بيكين.
قصيدة على بحر الحلزونة، وتصير شاعرا، وحتى ابو تمام القرن.
أما من يقول هذا الكلام لا عيب يا جماعة! فهو موتور، أو جاهل، وأحيانا عدو الحداثة، وحتى السامية.
صلاح عبدالصبور، ونازك الملائكة، ويوسف الخال، ومفتاح العماري، وعلي صدقي وعبدالقادر. هم اساسا شعراء، ويكتبون الشعر العمودي.
نحن نمر بمحنة استسهل كل شيء، الشعر، والقصة، والرواية، والمسرح، والكتابة، والتحليل السياسي.
أسهل شيء ان تقول انك شاعر، أو قاص، أو رسام تشكيلي، أو فنان مسرحي، أو روائي، وكأن هذه الاشياء تنزل فجأة مثل نوبة السعال الديكي.
لدينا الكثير من المجاملين، والكثير من المجّملين، وغاب النقاد، حتى صار لدينا شعراء لا يفرقون بين العروض، ومعارض الصناعات الغذائية.
ليس عيبا ان تكون مواطنا محترما،وناجحا دون ان تكون بابلو نيرودا، أو مكسيم جوركي، أو فائزة احمد.