عبد الرزاق الداهش
مشكلة استبدال الدعم من عيني إلى نقدي، ومن دعم السلعة إلى دعم الأفراد هي عدم توفر ثقة الناس، لا غياب قناعتهم.
يعني اليوم ترتفع اسعار البنزين من 15 قرش إلى اربعة دنانير، مقابل منح نقدية، وغدا سوف يتوقف الدعم.
موضوع استبدال الدعم في تصور الناس، مجرد مخاتلة من الحكومة، كم حدث مع الارز، والسكر، ومعجون الطماطم.
هذا غير سؤال كيف، ولمن سيصرف البديل النقدي؟
ثم ماذا عن الكهرباء؟ قأكثر من ثلثي فاتورة الدعم تذهب لطاقة شبه مجانية
وشكل عام فالدعم ليس بدعة اشتراكية وموجود في قلب المعسكر الرأسمالي كشبكة أمان للطبقات الهشة.
ولكن الدعم يتوجه للافراد ليس السلع.
أما لتر البنزين بخمسة عشر قرشا فهذا ليس دعما إنما عبث.
ولا يمكن ان نبيع المحروقات بهذه اسعار، وحث الناس على عدم التهريب.
لا حل لمشكل تهريب الوقود إلا بتحرير سعر المحروقات غير ذلك حتى امريكا فشلت امام المهربين.
في ليبيا قيمة المرتب غير حقيقية، واسعار السلع والخدمات غير حقيقية، بسبب دعم الطاقة الذي رتب هذه الحالة من التشوه،
لهذا نحتاج إلى تدابير منظمة ومنضبطة لرفع الدعم تدريجيا، بدل الرفع دفع واحدة وبطريقة الصدمة.
ونحتاج إلى شبكة أمان ذات مصداقية، لدعم المستحق، وليس دعم السلعة كحق.
ونحتاج إلى إعادة تنظيم قطاع النقل العمومي، بكل اشتراطات الجودة، من أمان، وراحة، وادارة للوقت.