منصة الصباح

شبكة جواسيس ووشاية .. هكذا أُوقع بسليماني في قبضة الاغتيال الأمريكيّة

الصباح-وكالات

تتكشّف المعلومات يومًا بعد يوم, حول اغتيال قائد فليق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ قاسم سليماني. فمع مرور 7 أيام على مقتله, كشفت مصادر عراقية وسورية عن شبكة جواسيس أوقعت بالقائد الإيرانيّ.

ففي تفاصيل تلك المعطيات, التي أوردتها وكالة رويترز, أنّ سليماني وصل إلى مطار دمشق في سيارة بزجاج داكن. وكان بصحبته في السيارة أربعة جنود من الحرس الثوريّ الإيرانيّ. توقفت السيارة بالقرب من درج يقود إلى طائرة إيرباص إيه 320 تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران متجهة إلى بغداد.

ولم يُدرج اسم سليماني ولا جنوده على قوائم الركاب, حسبما أفاد موظف من شركة أجنحة الشام, وصف لرويترز مشهد مغادرتهم من العاصمة السورية.

إلى ذلك, قال مصدر أمنيّ عراقيّ مطّلع على الترتيبات الأمنيّة الخاصة بسليماني, إنّ القائد العسكريّ الإيرانيّ تجنّب استخدام طائرته الخاصة, بسبب مخاوف متزايدة على أمنه الشخصيّ.فكانت تلك آخر رحلة جويّة لسليماني, إذ قتلته صواريخ أطلقتها طائرة أميركية مسيرة لدى مغادرته مطار بغداد, في موكب من سيارتين مدرعتين.

كما قتل معه أيضا الرجل الذي استقبله في المطار, وهو أبو مهدي المهندس, نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي.

بدورهما, قال مسؤولان أمنيان عراقيان, إنّ التحقيق العراقي في الضربات التي قتلت الرجلين في الثالث من يناير بدأ بعد دقائق من الضربة الأميركيّة, حيث أغلق أفراد من جهاز الأمن الوطنيّ المطار, ومنعوا العشرات من موظفي الأمن من المغادرة, بما في ذلك أفراد الشرطة وموظفو الجوازات ورجال المخابرات.

كما ركزت التحقيقات التي يقودها فالح الفياض, مستشار الأمن الوطني العراقي, ورئيس هيئة الحشد الشعبي, على كيفية تعاون أشخاص يشتبه بأنهم مخبرون داخل مطاري دمشق وبغداد مع الجيش الأميركي, لمساعدته على تتبع وتحديد موقع سليماني, وذلك حسبما أظهرت لقاءات أجرتها رويترز مع اثنين من المسؤولين الأمنيين العراقيين المطلعين بشكل مباشر على التحقيق الذي يجريه العراق واثنين من موظفي مطار بغداد, واثنين من مسؤولي الشرطة, واثنين من موظفي شركة أجنحة الشام, وهي شركة طيران خاصة, مقرها دمشق.

كما قال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين, إن لدى محققي جهاز الأمن الوطني «مؤشرات قوية على ضلوع شبكة من الجواسيس داخل مطار بغداد في تسريب تفاصيل أمنيّة بالغة الأهمية» للولايات المتحدة عن وصول سليماني. وأضاف أن المشتبه بهم, بينهم موظفان أمنيان في مطار بغداد, وموظفان في أجنحة الشام هما «جاسوس في مطار دمشق وآخر يعمل على متن الطائرة».

إلى ذلك, أضاف المسؤول أنّ محققي جهاز الأمن الوطني يعتقدون أن المشتبه بهم الأربعة, الذين لم يُعتقلوا, عملوا ضمن مجموعة أوسع من الأشخاص على إمداد الجيش الأميركي بالمعلومات. وقال مسؤولا الأمن العراقيان, إن موظفي شركة أجنحة الشام يخضعان لتحقيق تجريه المخابرات السورية.

كما أضاف أحدهما أن أفرادا في جهاز الأمن الوطني في بغداد, يحققون بشأن عاملي الأمن في المطار, وهما تابعان لمديرية حماية المنشآت العراقية. وتابع المسؤول قائلا إنّ «النتائج الأولية لفريق تحقيق بغداد تشير إلى أنّ أول معلومة عن سليماني وردت من مطار دمشق. في حين كانت وظيفة خلية مطار بغداد, هي تأكيد وصول الهدف وتفاصيل موكبه».

من جهتها, أحجمت وزارة الدفاع الأميركيّة عن التعليق بشأن ما إذا كان مخبرون في العراق وسوريا قد لعبوا دورا في الهجوم. وقال مسؤولون أميركيون, مشترطين عدم نشر هوياتهم, إنّ الولايات المتحدة كانت تتابع تحركات سليماني على مدى أيام قبل الضربة, لكنهم أحجموا عن تحديد كيف حدّد الجيش موقعه في ليلة الهجوم.

بدوره, قال مدير في شركة أجنحة الشام في دمشق إن موظفي شركة الطيران ممنوعون من التعليق على الهجوم أو التحقيق.

كذلك, أحجم متحدث باسم سلطة الطيران المدني العراقي, التي تشغل مطارات البلاد, عن التعليق بشأن التحقيق, لكنه وصفه بأنه أمر روتيني بعد واقعة مثل هذه تشمل مسؤولين كبارا.

يشار إلى أن طائرة سليماني هبطت في مطار , بعد منتصف ليل الثالث من يناير, حسبما أفاد اثنان من مسؤولي المطار استعانوا بصور التقطتها الكاميرات الأمنية. وخرج الجنرال الإيراني وحراسه من الطائرة مباشرة إلى أرض المطار من دون المرور بالجمارك. واستقبله المهندس خارج الطائرة, حيث استقل الاثنان سيارة مدرعة, كانت في انتظارهما.

كما قال مسؤولا المطار إنّ الجنود الذين يحرسون الجنرال استقلوا سيارة كبيرة أخرى مدرعة. وأضافا أن السيارتين اتجهتا تحت أنظار أفراد الأمن في المطار إلى الطريق الرئيسة التي تقود إلى الخارج. فأصاب أول صاروخ أميركي سيارة سليماني والمهندس وتمّ قصف سيارة الحرس بعدها بثوان.

إلى ذلك, قال المسؤولان العراقيان إن المحققين فحصوا خلال الساعات التالية للهجوم, جميع المكالمات والرسائل النصية التي تلقاها موظفو نوبة العمل المسائية بالمطار, بحثا عن الذي أبلغ الولايات المتحدة بتحركات سليماني.

كما أفادت المصادر أن أفرادا من جهاز الأمن الوطني استجوبوا موظفي أمن المطار وشركة أجنحة الشام على مدى ساعات. وقال أحد الموظفين الأمنيين إنه خضع للاستجواب لمدة 24 ساعة قبل إطلاق سراحه.

فقد استجوبوه بدقة على مدى ساعات بشأن كلّ من كلمهم أو تبادل معهم الرسائل النصيّة قبل هبوط طائرة سليماني, بما في ذلك أي «طلبات غريبة» مرتبطة برحلة دمشق, وصادروا هاتفه المحمول.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …