منصة الصباح

سينما .. أبواب مغلقة ونوافذ مفتوحة

كتب / رمضان سليم

لعلها افلام كثيرة  تلك التي اتخذت من أفريقيا مكاناً للتصوير ، ونقصد بذلك الافلام الغربية على وجه التحديد ، من فرنسية وإيطالية والأهم افلام أنتجتها هوليوود في أزمنه مختلفة وفي ظروف متباينة ، وفي الأساس تشكل أفريقيا بالنسبة للكثير من الافلام الغربية مجرد بيئة مختلفة  او خلفية جاذبة و غير مالوفة ، بل هي مكان غريب وساحر يمكن أن يوحي بالكثير والمدهش مما لم تعهده عين  الجمهور الغربي عموما  .

لذلك كانت أفريقيا بشكل عام  وبعض البلاد الأفريقية تحديداً مواقع متاحة لتصوير الافلام ، ولعلنا نذكر تلك الافلام المعروفة  الملحفة باسم ظرزان  الذي  يمثل الرجل الاوربي  الاوربي داخل افريقيا  انه ايضا الاوربي القادر على ان يتكيف مع القارة السوداء بعد ان اسبعمرها  سياسيا وعسكريا ، كما ان هناك افلام أخرى انتجت تعتمد على المعامرات  والبحث عن الماس والعاج وغير ذلك من الكنوز الافريقية  والصراع مع الاسود والتماسح   و ربما كان الفيلم الاشهر الفيلم كلاسيكيا ا ملكة أفريقيا ا وافلام أخرى قديمة وحديثة تطرق إليها النفاد على مراحل وفي مناسبات متباينة  . ونخن هنا نستبعد تلك الافلام الاستشراقية المصورة فى الشمال الافريقي كما  ان هناك افلام  تسجيلية مهمة لها جوانب ايجابية كثيرة  مثل  افلام  الفرنسي  جان روش

سوف نتحدث الآن عن فيلم صور في أفريقيا ، ويتناول  موضوعا أفريقيا ، كما انه  كان امريكي  الإنتاج ، يكشف عن وجهة نظر مفتوحة فيها الكثير من الانتقاد للأوضاع السياسية والاجتماعية التي أفرزتها المعالجات الغربية لبعض المشكلات الأفريقية .

هذا الفيلم هو ( فندق رواندا ) لمخرجه ا تيري جورج ا وهو من إنتاج 2004 وقد قام ببطولة الفيلم ممثل من الممثلين السود المعروفين وهو  المتميز ا دون شيدل ا .

لقد اعتمد الفيلم على حادثة شهيرة تناقلتها الوسائل الإعلامية وكانت من أسوأ الحواادث    في أفريقيا ، وأساسها ذلك الصراع الدموي بين قبيلتين هما : التوتسي والهوتو .

ولقد انتقل الفيلم في عرضه للموضوع إلى الحادثة مباشرة ، دون التعرض إلى ما قامت به القوات الغربية ذ قوات الامم المتحدة –  نفسها من التهئية  لإذكاء الخلاف بين  القبيلتين  والاستفادة من الصراع  القبلي لاستمرار أوضاع البلاد السيئة .نجح السيناريو  في الارتفاع بمستوى الفيلم نحو التصعيد  الدرامي  باستخدام عدة وسائل تمهيدية وجزئيات صغيرة ، يتم  جمعها من هنا وهناك لكي نصل إلى المجزرة التي قام بها متطرفو

الهوتو ضد أفراد قبيلة التوتسي يفلح مدير فندق رواندا في أن يجعل منه  مكاناً للنجاة ، تجمع فيه كل الفارين   الضعفاء من  الأطفال والرجال والنساء ، مستخدمين ومستفيدين مما هو موجود بالفندق من أكل وماء واحتياجات  اخرى  وذلك في انتظار أن ينجح المجتمع الدولي في إيقاف المذابح  وانقاذ الهاربين   . ولكن لم تفعل الجهات  الداخلية   شيئاً ، وكذلك الأطراف السياسية الخارجية . كما أن المجتمع الدولي من خلال قوات الأمم المتحدة ظلت طوال الوقت سلبية وحاولت أن تنفيذ نفسها قبل كل شيء .

لم يعد  امام الجميع إلا الاعتماد على النفس والانتظار وتدبير الأمور بشكل فردي واستخدام الوسائل المحلية الممكنة ، وبالفعل يبقى مدير الفندق إلى آخر لحظة لكي يضمن الحماية للجميع مضحياً بنفسه وأسرته من أجل هذا الهدف .

ورغم أن  مدير الفندق  بول يعد من الطرف الأقوى وهم الهوتو ، إلا أنه أصر على البقاء مع الضعفاء في صراع مع القوى الخارجية والداخلية ومع القوات الغربية لمصلحة العودة إلى التهدئة واحترام القانون

يظهر الفيلم  بشكل أو بآخر بعض مظاهر العنصرية ضد الأفارقة ، عندما يتم إنقاذ وحماية الأوربيين فقط ، بينما يترك السود والضعفاء بدون حماية .

من أبرز الأدوات التي استخدمها الفيلم ، الإذاعة المحلية التي لا تهدأ لكي تزيد من إشعال اوار الأزمة ، والتي تظهر وكأنها تسير بعكس الاتجاه الذي تسير فيه خطوات بطل الفيلم ، وفوق كل ذلك نجاح صناع الفيلم  في تقديم نظرة فيها شيء من الحيادية الانتقادية  رغم إغفاله لبعض التفاصيل التمهيدية واعتماده على نوع من الأحداث التي يقودها شخص واحد بدلا من البطولة الجماعية والتي يفترض  ان تكون   متوقدة في مثل هذه المواقف .

شاهد أيضاً

“عمّ تبحث” تفتتح ستارة المسرح الوطني بالخمس

خاص/ الصباح يعود النشاط المسرحي في مدينة الخمس مع بدء موسم الصيف من خلال مسرحية …