سيف الإسلام الطوير
لم يكن ما حدث لمنتخب نيجيريا الضيف على ليبيا سلوكا غير متوقع، جمهور الكرة غالبا ما يكون متعصبا دون حتى معرفة تفاصيل اي حادث لفريقه والدليل ما شهدته الساحة الرياضية مؤخرًا وما حدث مع المنتخب النيجيري في رحلته إلى ليبيا، حيث أثارت الظروف اللوجستية المحيطة بهذه الرحلة تساؤلات واسعة حول مسؤوليات الأندية والاتحادات الوطنية في تنظيم مثل هذه التنقلات.
بينما تزايدت الضغوطات على الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) للتدخل، فإن الأحداث تكشف عن تحديات أعمق تواجه الرياضة في القارة.
في السنوات الأخيرة، انتقلت توجهات الـCAF نحو تحميل الفرق الزائرة مسؤولية الترتيبات اللوجستية مثل الإقامة والنقل والتعاقد مع شركات الأمن والطيران.
وهذا ما برز جليًا خلال رحلة نادي “الأهلي طرابلس” إلى “تنزانيا” لمواجهة “سيمبا” أسفرت جهود النادي في إرسال مبعوث للتحقق من ترتيبات الإقامة والنقل قبل وصول البعثة بيومين عن تسهيل العديد من الإجراءات.
ويحمل الإتحاد الإفريقي الفريق المضيف مسؤولية توفير ملعب المباراة، قوانين الإتحاد تُلزم المضيف بتأمين الملعب لتدريبات الفريق الضيف قبل المباراة.
إذا كان الملعب مغطى بعشب طبيعي، يتطلب الأمر يومًا واحدًا من التدريبات، في حين يحتاج الملعب المغطى بعشب صناعي إلى يومين.
ويتعاون اتحاد كرة القدم المحلي لتسهيل هذه المهام، ولكن الأمور لم تكن كذلك في رحلة “المنتخب الليبي” الأخيرة.
حين واجهت بعثة “المنتخب الليبي” صعوبات كبيرة خلال رحلتها إلى “نيجيريا”، التجهيزات اللوجستية كانت غير ملائمة لمنتخب يشارك في منافسة قارية وكأن مواعيدها تحددت فجأة.
على الرغم من أن الحديث عن المسؤولية يجب أن يشمل أيضًا الجانب النيجيري المستضيف، إلا أنه من المهم الإشارة إلى إهمال “إتحاد كرة القدم الليبي” في تنظيم الرحلة.
هذا ما جعل بعثة “المنتخب النيجيري” تتعرض لمشاكل مشابهة عند توجههم إلى ليبيا، بعد ما تم تغيير مسار رحلتهم بشكل مفاجئ من مطار “بنينا” إلى مطار “الأبرق”، مما تسبب في تأخير الإجراءات لأكثر من 15 ساعة.
علاوة على ذلك، لم يتم توفير وسائل نقل مريحة للفريق “النيجيري” أو مكان للإقامة قريب لاستراحتهم بعد رحلة طويلة، كرد فعل من الجانب الليبي على ما تعرضت له بعثة “المنتخب الليبي” في “نيجيريا” قبل بضعة أيام فقط.
ومع تأخرهم الكبير، قررت بعثة “المنتخب النيجيري” العودة أدراجها بدلاً من خوض المباراة، وهو ما أثار الكثير من الجدل حول هذا القرار.
ومع إتخاذ “الإتحاد النيجيري” قرار الإنسحاب من المباراة، توجهت الأنظار نحو “الـCAF” للنظر في هذه القضية.
شكلت هذه الأحداث ضجة واسعة في وسائل الإعلام والصحافة العالمية، ما زاد الضغط على “الإتحاد الإفريقي” لإتخاذ موقف واضح.
وعلى “لجنة الإنضباط” تقييم قرار الإنسحاب “النيجيري”، وتحديد ما إذا كان هناك حقًا إهمال من الجانب “الليبي” في تنظيم الرحلة.
ولا شك أن هذه الأزمة تبرز الحاجة إلى تحسين جودة التواصل والتنسيق بين الإتحادات الوطنية “والإتحاد الإفريقي” لضمان تيسير الأمور اللوجستية في المسابقات القارية.
لضمان تعزيز بروتوكولات السفر والإقامة، وتوفير تجربة عادلة لجميع الفرق المشاركة، ما يساهم في تحقيق الهدف السامي “للرياضة”: تعزيز روح التعاون والإحترام المتبادل بين الدول الإفريقية في الساحة الرياضية.
ومع إستمرار النقاشات حول هذه القضية، سيكون من المهم مراقبة كيف ستتفاعل “CAF” مع هذه الأحداث وما هي التدابير التي ستتخذ لضمان عدم تكرار مثل هذه المواقف في المستقبل.