سيف الإسلام الطوير
لم يتبقَّ سوى خمسة أيام على بداية دور سداسي التتويج للدوري الليبي الممتاز، حسب ما أعلنت وزارة الرياضة، والذي سيقام على الأراضي الإيطالية وتحديداً في إقليم توسكانا. ومع ذلك، لا تزال الفوضى سيد الموقف، حيث لا توجد رزنامة واضحة لتوقيت المباريات أو الملعب الذي ستقام عليه كل مباراة. الفرق المشاركة لم تعرف بعد أماكن إقامتها أو حتى مواعيد رحلاتها.
هذا التخبط والإرتجال في التنظيم يعكس صورة مؤسفة لواقع الرياضة الليبية ففي الوقت الذي نشاهد فيه دوريات العالم الكبرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز تعلن عن رزنامة لمبارياتها قبل شهرين من انطلاق الموسم، تبقى جماهير الفرق الليبية والفرق نفسها في حيرة من أمرها حيال ما سيحدث بعد خمسة أيام فقط.
الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي سينطلق بعد شهرين، قد أعلن عن جدول مباريات يشمل 38 جولة بمجموع 380 مباراة، وكل مباراة محددة بتاريخها وتوقيت انطلاقها والملاعب المستضيفة لها. هذه التنظيمات الدقيقة لا تعكس فقط الاحترافية، بل تعكس أيضاً احترام القائمين عليها للجماهير والفرق المشاركة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: من المسؤول عن هذا التأخير والفوضى؟ وكيف يمكن للإتحاد الليبي لكرة القدم المعني الحقيقي في تنظيم بطولات كرة القدم أن يبرر هذا الإهمال في تنظيم بطولة مهمة مثل سداسي التتويج؟ هل يعتبر الأمر عادياً ولا يستحق كل هذا التأجيج، أم أننا أمام فشل إداري يتطلب محاسبة وتغيير في النهج المتبع؟
الرياضة ليست مجرد مباريات وألقاب، بل هي منظومة عمل تتطلب تخطيطاً وتنظيماً دقيقاً لضمان نجاحها واستمراريتها. ومن هنا، يجب على وزارة الرياضة أن تعيد النظر في أسلوبها وتبادر بوضع خطط مدروسة تضمن تنظيم الفعاليات الرياضية بشكل احترافي، يعكس الطموحات والآمال المعقودة عليها. خصوصا مع توفر التمويل اللازم لهذا المحفل وغيره من المحافل التي تم فيها هدر المال دون ادنى مقومات للنجاح.
الرياضة الليبية تستحق الأفضل، ويجب على المسؤولين أن يدركوا أن الوقت قد حان للتغيير والتطوير، وإلا فإن الفوضى ستظل العنوان الأبرز لمشهدنا الرياضي.