مليارات الدولارات تذهب مرتبات، ومصروفات أخرى لآلاف الليبيين الذين ين ّشون الذباب في أرض الله الواسعة، ولا يهمهم من كل ليبيا إلى تقلبات أسعار صرف الدولار في سوق زليتن.
هل هناك سياسة
ليبية واضحة، أو حتى
هوية للسياسة الليبية، أو
مصالح ليبيا قائمة، تبرر هذا المنسوب المرتفع
من الإنفاق، أو كمية الهدر العالية؟
وهل هؤلاء الذين في
سفارتنا (حسب بيانات
مصرف ليبيا) يمكن أن يكونوا خفراء لمصالح ليبيا، أو حتى لممتلكات الدولة الليبية التي صرنا نخشى أن تكون في خبر كان؟
أكثر من مئة سفارة في كل (صقع ورقع) كشبكة علاقات مع العالم، ونحن غير قادرين حتى على ترميم العلاقة بين شارع وشارع، وفي وقت يتطايح فيه الليبيين والليبيات أمام ابواب المصارف من أجل نصف مرتب، بالدينار الليبي الذي فقد ثلاثة أرباع قيمته! هناك سفارات في دول لا نلتقي بشعوبها إلا يوم البعث، ما الجدوى؟ ما الحكمة؟ ما الغرض؟ لا ندري!
وما فائدة أن نفتح صنبور النفط في الداخل، ولا نغلق صنبور سفاراتنا في منفلت في الخارج؟
ويا ليت هذه السفارات
تعطي رسالة للعالم بأن ليبيا مازالت دولة، ولها مشروع للعودة للمشهد الدولي، ولكن هذه السفارات أو قنوات النزيف، تقدم أسوأ ما يمكن عمله لأسوأ ما يمكن تصوره. أفضل عمل وطني تقوم به الخارجية الآن هو إيقاف هذا النزيف، على الأقل إلى حين عودة ليبيا كدولة، لها منظومة علاقاتها، ولها مصالحها، ولها سياستها الخارجية الواضحة، عند ذلك (يفتح الله طريق).