أطلقت الكاتبة الليبية سعاد الورفلي نداءً عبر حسابها على فيسبوك تدعو فيه إلى دعم و إحياء مشروعها الثقافي التربوي “مكتبة الطفل”، الذي انطلق في مدينة بني وليد عام 2018 ثم توقف بسبب صعوبات مادية وتحديات أخرى .
وفي حديث لموقع ” بلد الطيوب” المختص بالأدب الليبي تحدثت الكاتبة بحماسة وشغف عن فكرة المكتبة، مؤكدة أن المشروع ليس ترفا ثقافيا، بل ضرورة تربوية في زمنٍ يهيمن فيه الإنترنت والمحتوى اللحظي على وعي الأطفال، مقابل غياب شبه تام للمطالعة الهادفة والقراءة الموجهة.
وقالت الورفلي إن فكرة مكتبة الطفل نشأت “من تعطش لتأسيس جيل يُبنى على ركيزة صحيحة، بعيدًا عن الضجيج السمعي والبصري الذي تجلبه التكنولوجيا”، مشيرة إلى أن المبادرة بدأت بمجهودات ذاتية، وحققت نتائج إيجابية ملموسة لدى الأطفال الذين شاركوا في جلسات المطالعة والقراءة الجماعية، وأظهروا تطورًا في المهارات اللغوية والسلوكية.
وعن توقف المشروع، أرجعت الورفلي ذلك إلى الظروف المادية الصعبة، وغياب الإمكانات الكفيلة بتحقيق الاستمرارية، ثم جاءت جائحة كورونا لتفاقم الوضع وتعلّق الحلم في زحمة الإغلاقات.
ومع ذلك، أكدت أن العزيمة لم تفتر، وأن الحلم اليوم يعود بقوة رغم كل التحديات، ليكون للطفل الليبي ركنا خاصا ينهل فيه من القصص والحكايات، ويتربى على حب الكلمة والكتاب.
وتابعت: “ما رأيته من تراجع كبير في مستويات القراءة والكتابة لدى الأطفال في بلادنا، حفزني لإعادة بعث المشروع من جديد، فقد آن الأوان أن نعيد للكتاب مكانته، وأن نجعل من المكتبة فضاءً نابضًا يستهوي الأطفال كما تفعل الشاشات”.
كما استذكرت الورفلي “بامتنان ومحبة” أولئك الذين دعموا المشروع في بداياته، بإرسال كتب وقصص من مكتباتهم الخاصة، معتبرة تلك اللحظات إشارات على قابلية الفكرة للحياة والتمدد.
وأضافت أن طموحها لم يتوقف عند تكوين مكتبة، بل يتجه نحو تخصيص قاعة للقراءة ومرسم للأطفال يعبّرون فيه عن أحلامهم ومواهبهم، في فضاء يُعلي من قيمة الخيال ويحررهم من هيمنة المحتوى الرقمي السطحي.
وختمت الورفلي حديثها برسالة مفتوحة: “إنه مشروع يستحق أن يُحتضن، لأن القراءة ليست ترفًا بل ضرورة، وبناء جيل قارئ هو أول خطوة نحو بناء وطن يعرف طريقه إلى المستقبل”.
يُذكر أن الكاتبة سعاد الورفلي، إلى جانب نشاطها الثقافي، تُعد من الأصوات الأدبية الليبية النشطة عربيا ومحليا و المؤمنة بقوة الكلمة في تشكيل الوعي العام، وبأهمية التأسيس للقراءة منذ الطفولة كدرع واقٍ في وجه ثقافة الاستهلاك .