سطح مكتب !!
زكريا العنقودي
اربع ساعات هي الوقت الذي أخده مني تنظيف سطح مكتب جهاز الكمبيوتر.
ساعات هي اطول بكثير من الوقت الذي كنت اقضيه قديماً وانا انظف سطح حوشنا العربي رفقة اخي ياسين و جدي مصطفى رحمه الله .
كم كنت احب تلك الساعات ،وانا اعيد تنظيف وترتيب محابس غرس عتيقة ، لا يزال يحمل ترابها عطر النعناع ، والواح خشب اجمعها ، هي كل ماتبقى مما كان براكة للحمام ، قفاص عصافير انظفها مما علق بها من ريش ملون ، بابور غاز يلمع نحاسه كذهب تحت ماعلق به من غبار السنين .
فنارات مكسور زجاجها ،
(ريتيات وطاولانات )
رحى زمني ،خوابي زيت ومونة عفا عليها الزمن ، لا شي افعله لها سوى انني اتركها بمكانها بالركن بعد أن امسح عنها كل ما علق بها مما راكمته العقود .
(خلاصة على سطح بيتنا العربي ماتحتفظ به اكثر بكثير مما ترميه ) فتراجع نفسك لساعة كلما أمسكت قطعة من تلك الذاكرة لترميها . فصعب بل لاتهون رائحة زيت كل تلك العقود ،في حوشنا العربي كلما رميت شئ وكأنما رميت قطعة من نفسك .
أما الكمبيوتر فما ترميه افضل مما تحتفظ به .