منصة الصباح
سرطان الثدي لا يقتصر على النساء.. نحو 2800 رجل يُشخّصون سنويًا بالمرض

سرطان الثدي لا يقتصر على النساء.. نحو 2800 رجل يُشخّصون سنويًا بالمرض

إعداد: تقوى البوسيفي

على الرغم من أن سرطان الثدي يُعرف تقليديًا بأنه مرض يصيب النساء، فإن الرجال أيضًا معرّضون للإصابة به، إذ تشير تقديرات مؤسسة أبحاث سرطان الثدي (BCRF) إلى تشخيص نحو 2800 حالة جديدة سنويًا بين الرجال.

ويُمثل سرطان الثدي لدى الرجال أقل من 1% من إجمالي حالات سرطان الثدي عالميًا، إلا أن ضعف الوعي بالمرض بين الرجال والأطباء يؤدي غالبًا إلى تأخر التشخيص ووصول المرض إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها.

كيف يُصاب الرجال بسرطان الثدي؟

يُوضح خبراء المؤسسة أن الرجال، مثل النساء، يمتلكون كمية صغيرة من أنسجة الثدي يمكن أن تُصاب بالتحول الخبيث في حالات نادرة.

ويُعد سرطان القنوات الغازي (IDC) أكثر الأنواع شيوعًا لدى الرجال، ويمثل نحو 98% من الحالات المسجّلة، بينما تُسجل أنواع أخرى بنسبة ضئيلة، مثل سرطان الفصيصات الغازي ومرض باجيت في الحلمة وسرطان الثدي الالتهابي.

أعراض تستدعي الانتباه

عادةً ما تكون الأعراض لدى الرجال مشابهة لتلك التي تظهر لدى النساء، وتشمل:

• كتلة أو تورم غير مؤلم في منطقة الثدي

• تغيّر في شكل الجلد أو الحلمة

• إفرازات غير طبيعية من الحلمة

• احمرار أو تقشر في جلد الثدي

ويؤكد الأطباء أن هذه الأعراض لا تعني دائمًا الإصابة بالسرطان، لكنها تستوجب مراجعة الطبيب فورًا لاستبعاد الأسباب الخطيرة.

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

يُعد التقدّم في السن العامل الأكثر شيوعًا لسرطان الثدي عند الرجال، إذ يبلغ متوسط عمر التشخيص 71 عامًا، مقارنة بـ62 عامًا لدى النساء.

كما تُشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا، حيث يحمل بعض الرجال طفرات جينية مثل BRCA1 وBRCA2 تزيد من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 6%.

وتشمل عوامل الخطر الأخرى:

• التاريخ العائلي للمرض

• السمنة وارتفاع مستويات هرمون الإستروجين

• متلازمة كلاينفلتر (اضطراب وراثي يصيب رجلًا من كل ألف)

• أمراض الكبد المزمنة

• التعرض المفرط للإشعاع أو شرب الكحول

• مشكلات الخصيتين مثل عدم نزولها أو استئصالها

نسب الشفاء والتحديات

يواجه الرجال المصابون بسرطان الثدي معدل وفيات أعلى بنحو 19% مقارنة بالنساء، ويرتبط ذلك غالبًا بتأخر التشخيص. وتشير الإحصاءات إلى أن 40% من الحالات تُكتشف في مراحل متقدمة (الثالثة أو الرابعة).

وتتراوح نسبة البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات بين 40% و65%، بحسب مرحلة الاكتشاف، إذ تصل إلى 100% في المراحل المبكرة، وتنخفض إلى نحو 20% في الحالات المتقدمة.

أبحاث جديدة لتغيير الواقع

ورغم أن معظم أبحاث سرطان الثدي تركز تقليديًا على النساء، تعمل مؤسسة أبحاث سرطان الثدي (BCRF) على سدّ الفجوة المعرفية بشأن المرض لدى الرجال.

فقد موّلت المؤسسة البرنامج الدولي الرائد لسرطان الثدي لدى الرجال، وأسهم في إنجاز العديد من الدراسات التي كشفت عن الاختلافات البيولوجية بين المرض لدى الجنسين.

وتدعم المؤسسة حاليًا أبحاث الدكتور خوسيه بابلو ليون، الذي يقود واحدة من أولى التجارب السريرية المخصصة للرجال المصابين بسرطان الثدي، بهدف تطوير استراتيجيات علاجية أكثر دقة وفعالية.

رسالة الوعي

يؤكد الخبراء أن الوعي المبكر هو خط الدفاع الأول، داعين الرجال إلى عدم تجاهل أي تغيّرات في الثدي، ومراجعة الأطباء فورًا عند ملاحظة أعراض غير طبيعية.

فالكشف المبكر، كما تشير الدراسات، يرفع نسب الشفاء بشكل كبير، ويقلل الحاجة إلى العلاجات الجراحية أو الكيماوية المكثفة.

شاهد أيضاً

إبراهيم الكوني ونوبل: حجة الصحراء الفلسفية

إبراهيم الكوني ونوبل: حجة الصحراء الفلسفية

طارق القزيري إبراهيم الكوني يستحق جائزة نوبل للآداب بناءً على إنجازات أدبية وفلسفية استثنائية نادرة …