منصة الصباح

 سحر الركح المسرحي

حـديـث الثـلاثـاء

مفتاح قناو

 

يعتبر كثير من كُتاب ونقاد الفن أن الجد الأكبر والمنبع الأصلي لأنواع الإبداع بعمومها هو السحر، وهذا القول لم يأت اعتباطاً، ولكنه وليد عملية تحليليه بسيطة تقول بأن السحر بمفهومة العام الموسع لا يقصد به فقط خداع الناس والضحك عليهم.

ولكن التصرف المعتاد هو أن الناس عندما لا يستطيعون تفسير قدرة شخص ما علي القيام بعمل لا يستطيعون هم القيام به، فأنهم لا يملكون في هذه الحالة إلا إحالته إلى السحر، حيث يصفون هذا الشخص بأنه ساحر، لذلك كان المفهوم العام لذي الكثير من المفكرين والكتاب والنقاد بأن تعريف السحر في كثير من الأحيان يعني ( الانجذاب إلي شيء معين والانفعال معه بما يخلق الدهشة أو الرهبة في النفس البشرية ).

وإذا اعتبرنا الأمر كذلك فأن الأعمال الإبداعية بأنواعها المختلفة تجذب الانتباه وتخلق الانفعال والدهشة وهي ما يعبر عنها بالفن، من هنا ارتبط مفهوم الفن بالسحر.

وإذا القينا نظره تاريخيه علي مصدر الفن المسرحي نجد أنه يوجد إجماع على أن أساس أقدم المسارح ــ وهو المسرح اليوناني ــ كانت بدايته مجرد طقوس وقرابين تقدم للآلهة في مناسبات وأوقات معينة، ثم تطورت هذه الطقوس لتصبح مقترنة بشكل حركي ما، ومراسم تفاعلية معينة، تحتوي علي ما يشبه رقصات، أو حركات إيقاعيه تعبيريه، ثم تطورت هذه الطقوس والحركات الإيقاعية الغنائية ليخرج من عباءتها المسرح في اليونان القديم، وقد توارثته بعد ذلك الأجيال، وبطبيعة الحال كان تأليف هذه الأعمال في ذلك الزمن يتم جماعياً وتناقلته الأجيال جيلاً بعد آخر، وكل جيل قد يضيف له ما قد يتماشي مع تطور العصر، لذلك كان كل مشارك في التعبد الديني بمثابة ممثل مسرحي، له حق الخروج علي النص وإضافة إبداعات ذاتيه تقربه أكثر من الآلهة (حسب اعتقاده)

ولم يكن لهذه الإيقاعات والطقوس التعبدية مُخرج معين، فقد كانت ر الصخور في الصحراء الليبية.

شاهد أيضاً

زياد الذي لم ينس ريشه

مفتاح قناو منذ أن عرفته عن قرب في تسعينيات القرن الماضي، كان الكاتب الراحل زياد …