منصة الصباح

ذكرى وذاكرة

سالم البرغوتي

ربما يكون بوحا متقطعا ومشتتا .ربما يكون شيئا مربكا مصدره القلق والخوف على ماتبقى من ليبيا .لذلك لا يمكن السيطرة على الوجدان والمشاعر والذاكرة لترتيب الأفكار والأحداث .

كان من المتوقع بعد الثورة أن نخلق نوع من المراجعات التاريخية بين الاطاحة بالنظام الملكي وبين الاطاحة بنظام سبتمبر لإنتاج معادلة سياسية قابلة للتطبيق غير أن ماحدث بعد ذلك من أخطاء سياسية في غياب المشروع السياسي التوافقي وضعف المجلس الانتقالي والتنفيذي وفشل جمع السلاح المنفلت لم يؤسس إلى إيجاد خارطة طريق أو معادلة سياسية في الحد الادنى .وقد بدأ ذلك واضحا من الاختلاف الايدلوجي للقيادات السياسية التي تولت السلطة بعد الثورة مابين تيارات إسلامية وعلمانية وقبلية أدى إلى توسع الخرق بعد 2014 والدخول في حروب عبثية زادت من الانقسام السياسي والاجتماعي .

دول الجوار التي انتفضت ضد حكامها لنفس الاسباب والدواعي استقرت وانتجت مشروعها السياسي عبر صناديق الانتخابات بينما استمر المخاض العسير لولادة الدولة الليبية إلى يومنا هذا حيث لم يفلح اتفاق اغدامس ولا الصخيرات ولا جنيف في تحقيق مسار ديمقراطي يخرج البلد من النفق المظلم .

يدرك الليبيون أن التأخر في انتاج سلطة شرعية متفق عليها سيذهب ببلدهم إلى الهاوية في ظل وضع إقليمي ودولي لا يبشر بخير .

استطيع القول بأن ليبيا في طريقها للتآكل والذوبان وربما التقسيم مدفوعة برغبة دولية للسيطرة على الثروات والجغرافية الليبية .

إن الأداء السيء للأطراف السياسية والرغبة في الاحتفاظ بمناطق نفوذ سيجعلنا عرضة لأطماع الدول المحيطة في ظروف دولية بالغة التعقيد .حرب غزة ومحاولة تهجير سكانها ..الحرب الروسية الاوكرانية وتبدل السياسية الأمريكية بعد فوز ترامب .كل ذلك ربما سيفضي إلى التفريط في السيادة الوطنية فلا احد يستطيع التنبأ بما تؤول إليه المنطقة بوجود ترامب على سدة الرئاسة الأمريكية فكل الاحتمالات والتوقعات مطروحة للبحث عن وطن بديل لأهل غزة .

وبمناسبة الذكرى الرابعة عشر لثورة فبراير واحتراما لدماء شهداء الثورة علينا الاعتراف بأننا في مرحلة خطرة تستوجب تغليب المصلحة الوطنية والحفاظ على وحدة الوطن والذهاب إلى تشكيل حكومة موحدة والدعوة إلى انتخابات نزيهه قبل أن يجرفنا تيار المتغيرات الدولية إلى نقطة قد لا نستطيع بعدها العودة للبدايات ..

شاهد أيضاً

سلام السنوات الأربعة

للكاتب : عبدالرزاق الداهش   كنّا قبل أن يحل شهر رمضان بأسبوع أو أسبوعين تدوي …