منصة الصباح

سافر مازال..

عطية باني

تسافر بخيالك تقطع المسافات تتجول بين مفردات الجمال  تتكئ على أريكة القوافي المليئة بالشوق وأحيانا يحاصرك الحزن ..

سافر مازال عيني تريده ناس شالوه لوطانن بعيده فهذا الشاعر عبدالحميد الشاعري الذي يتذكر حبيبه الذي رحل دون وداع ولم يبق له إلا قلمه يسطر ذكرياته ..

ناس  شالوه ( رفعوه ) هنا حدث ادغام للمفرديتن في اللحن فتأتي مشابهة  لنشالوه من ( النشل)  وربما تكون لضرورة لحنية  إقتضتها الحالة ..الحالة الشعرية في هذه الأغنية المختلطة بالحزن والأسى وحالة الإنتظار هي حالة عاش تفاصيلها الكثير من العشاق ونجد هذا كثيرا في الأدب العربي وفي إعمدة الشعراء..

( سافر مازال عيني تحبه عز المحبة .) حتى في لحضات الفراق القسري مازال الشاعر صادق المشاعر ينتظر عودة حبيبه الذي أُرغِم هو الأخر عن هجرته لغيره .فالإبداع حالة يجيد المبدع حياكتها ونقشها  تعبيرا عن ما حدث له أو نقل له ذلك أحد الإصدقاء المصابين بداء الفراق..سلام قدري يترنم بهذه الكلمات ذات اللحن الجميل  بإحاسيس يحسه كأنه هو ..

تشابهت ذات الشجون مع كلمات مسعود القبلاوي( انشد يا سيد الحلوين واشغل فكرك مرة بينا رانا الزولك مشتاقين وانت من بالك ناسينا..) فهذا التشطير الشعري  المفعم بالعتاب العذري ينسجم تماما مع سافر مازال فالاشتياق لزوله لسماحته واسمه وتفاصيله  التي مازال يحتفظ  بها الشاعر رغم نسيان الطرف الأخر لذاك النبض وبهجة اللقاء .من جماليات الإبداع هو كثافة الصور والموسيقى  في المعاني فتظل أعمدة واقواس مبنية بمعارة تستقبل زوارها على مدى العصور ..

 

شاهد أيضاً

وفد صندوق دعم الإعلاميين يزور عميد المصورين محمد كرازة

زار وفد من صندوق دعم الإعلاميين مساء اليوم الخميس، منزل عميد المصورين الليبيين الصحفي محمد …