الصباح/أ ف ب: وعد رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي سمّي رسميا السبت مرشحا للحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الأول/أكتوبر، للفوز بولاية ثالثة، عشرات الآلاف من أنصاره الذين توافدوا إلى ملعب أبيدجان بأن يفوز”بالضربة القاضية” في انتخابات يعتبرها خصومه غير دستورية.
وأثار إعلان ترشحه في 6 آب/أغسطس تظاهرات تحولت إلى أعمال عنف استمرت ثلاثة أيام وخلفت ستة قتلى ومئة جريح وأدت إلى تشريد نحو 1500 شخص.
ورغم حظر السلطات للتظاهرات، اندلعت أعمال عنف جديدة في البلاد الجمعة خصوصا في بونوا (50 كيلومترا من أبيدجان) معقل السيدة الأولى السابقة سيمون غباغبو. كما استهدفت متاجر تجار “ديولا” (من شمال البلاد) الذين يدعمون تقليديا وتارا، من قبل شباب في المنطقة وفقا لشهادات السكان.
واستهل وتارا حديثه في ملعب هوفويت بوانيي خلال تجمع لحزب “تجمع أنصار هوفويت للديموقراطية والسلام” بإدانة أعمال “العنف” قائلا “نريد السلام (…) دعونا نتوقف عن الحرق (…) اعقدوا اجتماعات! العنف لا يفيد”.
وكان وتارا (78 عاما) أعلن في كلمة بثها التلفزيون ترشحه مشيرا إلى أن الدستور يسمح له بذلك. وتحدث عن “وضع القوة القاهرة” بعد الوفاة المفاجئة لرئيس الوزراء أمادو غون كوليبالي الذي كان مرشح الحزب الحاكم.
ويشكل تفسير الدستور الجديد الذي أقر في 2016 موضع خلاف بين المعارضة والسلطة.
فالسلطة تؤكد أن عداد الولايات الرئاسية أعيد إلى الصفر مع تبني الدستور، في حين ترى المعارضة عكس ذلك.
-“حالة طوارئ”-
وقال موريس كاكو غيكاهوي الرجل الثاني في الحزب المعارض “الحزب الديموقراطي لساحل العاج”، “دستوريا، لا يحق للرئيس الحسن وتارا الترشح لولاية ثالثة. لا يمكن أن يكون مرشحا وهو يعرف ذلك”.
والسبت، ذكر وتارا أنه كان يريد التخلي عن منصبه وعدم الترشح قائلا “التراجع عن قراري لم يكن سهلا (…). توصلت إلى استنتاج مفاده أنه ليس لدي الحق في وضع مشروعي الشخصي فوق حالة الطوارئ التي تجد البلد نفسها فيها”، مشيرا إلى جائحة كوفيد-19 و”الإرهاب الذي يطرق أبوابنا”.
وفي حزيران/يونيو، قتل 14 جنديا من ساحل العاج في هجوم نُسب إلى إسلاميين مسلحين. وتعاني الجارتان بوركينا فاسو ومالي من الهجمات الجهادية المتكررة.
كما عاد الحسن وتارا إلى مسألة “الولاية الثالثة” موضحا “ليس هناك أي أثر رجعي، لا شيء يمنعني من الترشح” مشددا على أن الدستور الجديد مناسب أيضا لخصمه الرئيسي وعلّق ساخرا “لولا هذا الدستور لما استطاع أحد أن يترشح”.
وأصر وتارا على خطته الاقتصادية معتبرا أنها “غيّرت وجه مدننا وقرانا”.
-“المعارضة تشعر بالغيرة”-
وأكد واتارا “سنفوز” واعدا بتسديد “ضربة قاضية” من خلال انتصار في الدورة الأولى، كما حدث في العام 2015 عندما حصل على 83,7 في المئة من الأصوات.
وقالت مريم هاديا باكايوكو وهي طالبة في المرحلة الثانوية ستدلي بصوتها للمرة الأولى خلال انتخابات 31 تشرين الاول/أكتوبر “نريده أن يكون رئيسا. لقد عمل كثيرا. في أغبوفيل (80 كيلومترا شمال أبيدجان) عبّد الطرق وجلب مياه الشرب وبنى المدارس… يجب أن يستمر” في منصبه.
وتجاهلت هذه الشابة البالغ 18 عاما الأسئلة المتعلقة بسن وتارا أو ترشحه لولاية ثالثة وقالت “المعارضة تتحدث عن هذه الأمور لأنها تشعر بالغيرة وهي تعلم أنها ستخسر. كم يبلغ عمر بيديي؟”.
وكان هنري كونان بيدي (تولى الرئاسة من 1993-1999) ويبلغ 86 عاما، دعم الحسن وتارا في 2010 و2015 وكان ينتظر أن يرد الأخير الجميل في العام 2020 بعدما رشّحه الحزب الديموقراطي لساحل العاج للانتخابات الرئاسية، إلا أنه أصبح منافسه الرئيسي.
كما ينافس وتارا زعيم المتمردين السابق غيوم سورو (74 عاما) الذي ساهم أيضا في وصول الرئيس الحالي إلى السلطة، رغم أنه يعيش في المنفى في فرنسا بعد الحكم عليه في ساحل العاج بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة “التستر على اختلاس أموال عامة”.
أما لوران غباغبو الذي برأته المحكمة الجنائية الدولية من تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فينتظر استئنافا محتملا في بروكسل ويقول إنه يريد العودة إلى البلاد بدون ان يكشف مشاريعه السياسية حتى لو كان أنصاره يأملون أن يترشح للانتخابات الرئاسية.
وقد يؤدي رفض اللجنة الانتخابية في الساعات الأخيرة للطعون التي قدمها لوران غباغبو وزعيم المتمردين السابق غيوم سورو بعد شطبهما من القوائم الانتخابية، إلى زيادة التوترات الناتجة من الترشح الثالث لوتارا.