جمعة بوكليب
زايد…ناقص
جاء المبعوثُ الشخصي للرئيس الأميركي مسعد بولس مؤخرًا في زيارة إلى ليبيا وعاد سالمًا إلى بلاده. زيارة ونيارة. هذه أول زيارة رسمية لبلادنا، في العهد الترمبي الثاني، قام بها مبعوث رئاسي أميركي، وألتقى بالمسؤولين في طرابلس وفي الرجمة. كلام كثير تطاير في كل الإتجاهات حول الزيارة. وكالعادة، لم يقصّر المعلقون الإعلاميون الليبيون في تحليلاتهم. وإذا كان لابد من تعليق على الزيارة، فإن أفضله، في رأيي، ما قاله السيد بولس، وهو أن الإدارة الأميركية، والرئيس الأميركي يتفقون في الرأي على أن “زنقة زَعطُوط ما تخطّمش ع الحِلقه.” وشوفوا روحكم يامسؤولين، وأنتم كذلك يامترشحين لرئاسة الحكومة المقترحة! وأنّه ليس هناك من حلول غير حلّ عقد الانتخابات النيابية والرئاسية.
الانتخابات تعني التخلّص من كل الأجسام منتهية الصلاحية ومن الحكومتين. وبالتأكيد، فإن هذا الكلام هو آخر ما يريد المسؤولون، في الغرب والشرق، سماعه. ومن الأخير، عليهم الاستعداد للمقبل من الأحداث.
زيارة السيد بولس ليس إلا بداية مشاوير أخرى وزيارات أخرى، كما هي عادة المسؤولين الأميركيين حين يبدأون في تنفيذ مخطط يحظى بموافقة السيد الرئيس. وأن بولس يعني كل كلمة قالها في تصريحاته. والأهمّ، أن الطريق للخروج من الأزمة لا يبدأ من زنقة زَعطُوط لكثرة التواءاتها. ولابد من البحث عن زنقة أخرى، تفضي مباشرة إلى الحِلقة. الزنقة المقصودة والمنتوية واضحة عند السيد بولس والخارجية الاميركية والبيت الأبيض، والمسألة مسألة وقت لاغير.
بخصوص مصير المتشبتين من المسؤولين الليبيين بمواصلة الرحلة السياسية من زنقة زَعطُوط ومساربها الملتوية فمن الأجدى لهم البدء في تجهيز حقائبهم لمغادرة المسرح. وواجبنا تذكيرهم بحقيقة وهي أن رسالة السيد مسعد بولس أوضح من صحو سماء ليبيا في الصيف، وخاصة ما بين السطور. لذلك، نتمنّى عليهم جميعًا، في الغرب والشرق،أن يقصّروا حبال الشرّ، ويتوقفوا عن البَلْ والعَجنْ من دون فائدة. والحاضر يعلم الغايب.