فتحية الجديدي
يمكن لمن يتطلع للمشاركة في أي حديث يتعلق لما ينتظر من صحافتنا تجاه المهنة والوطن، أن يشدد على ضرورة الحرص على تحقيق الجانب الحرفي وتجلياته في الصياغة الجيدة للخبر والشمول المركز للتحقيق والتنوع الشمولي في الحوار، على أن يكون الهدف دوماً مصلحة الوطن ووحدته والسعي لذلك بروافد تنبثق من تقوية روح التسامح ومقاومة ثقافة الضغينة ومجانية التخوين وكم يكون جميلاً ومفيداً أن تتظافر الجهود من أجل أن يكون ما ذكر من ضمن مرتكزات الخطاب الصحفي المنتظر، لما يخشى من انشغال عديد الأقلام في جلد الذات والتنكر لكل ما هو إيجابي والاستسلام لليأس من تجاوز الحاضر إلى سيادة ثقافة النظر إلى نصف الكوب الملآن وليس على الفارغ، كما لا يجدر بنا نحن جماعة المهنة الواحدة المضي في الاستخفاف بأعمالنا وإبخاسها حقها، في ذات الوقت لا لنرجسة الذات على حساب المهنة التي تجمعنا بسماها الصحيحة وليس كما جاءت في بعقول بعضنا – بكل أسف – بأن للمهنة بطل واحد كما للسياسة والبزنس، الصحافة تبتعد كل البعد عن المفاضلات والمقارنات المستهلكة واستعراض العضلات لأننا شركاء في البطولات والنجاحات وكذلك الكبوات، دون مقايضات تلغي من خلالها الأخلاق .
في مضمون العرفي الصحافي جملة من المعايير أهمها تلك التي تحددها الأخلاقيات قبل أن نصنف بعضنا ونقصي الآخر ونفرد أجنحة الوهم ببنود خاسرة في مشاهد مشوشة تبتعد عن المنطق وهنا المهنية والالتزام الأخلاقي، الذي يعر فيصلاً في المعايير، عبر احترام الآخر من خلال جملة من المعطيات تعطي لكل منا حقه في حقل نجتمع فيه بلا تهميش القدرات وإلغاء الكفاءات والتغاضي عن النجاحات وسنوات العطاء ولو كانت قليلة و»لكل مجتهد نصيب «.
لهذا وجب التعاون على أساس الشراكة والانتماء لصاحبة الجلالة والإيمان بما نقدمه جميعنا لا فرادى، دون القفز على أحد أو الادعاءات التي تسئ لنا ولا تخدم رسالتنا، ويظل الواجب الوطني ما يحرك ويدعم مشهدنا ولا يبطل صحافتنا ولا يقلل من شأنها ونحن من نصنع الحقيقة ونضعها بين يد المواطن وعلى عاتقنا عبء يجعل كل مهني فينا مسؤولاً عن ما يقوم به اتجاه نفسه أولا وبلده أخيراً .