منصة الصباح

ميزران مرة أخرى..

زكريا العنقودي

احب ميزران لاكثر من سبب ، ولا داعي لذكرها الان ، فقط يذكرني ونحن اطفال ، اخر سبعينات اول ثمانينات عطلة الصيف ، نسير انا واخي ياسين خلف جدي من مقر عمله بشارع البلدية ، الى شارع البي على الاقدام ، نمر علي سوق الخضار القديم ، ياخد جدي ما كتب الله ، نتوقف عند الكوشة العتيقة ،حتى من الخبز نشتري ما كتب الله فبيت العيلة كبير ،ثم يجلس لدقاىق بدكان عمي السويح متع المرش رحمها الله ليشرب معه كاس شاي وحديث كبار كله ذكريات وحنين .

استطيع ان احكي عمرا كاملا على ميزران ، يكفي انه كان يوما امتداد لشارع الزاوية ، قبل ان ياتي عمي رمضان ميزران ويشتري منطقة الجامع ، الذي سمي باسمه وكل العقارات المحيطة به .

عمي مصطفى ميزران الحفيد و مؤسس الحزب الوطني ، والذي انظم لتحالف المؤتمر الوطني بقيادة بشير السعداوي .. ظل ملكيا للنخاع .. لكن بشرط ليبيا واحدة مستقلة لا وصاية لا اجنبي لا انتذاب .

كانوا كبارا بحجم البلاد واكبر من الاحلام

لكن حين حسم الامر رغم التحالف. و المؤتمر الوطني بطرابلس ، وما حدث بعد ذلك من عبث بنتائج الانتخابات واعمال فوضى و شغب ، وخوفا من ان تتعرض ليبيا للقسمة انسحب عمي مصطفى وكل المناضلين بحزب المؤتمر .. حين قالها بشير السعداوي ليبيا واحدة ولو مملكة ولن تكون مقسمة كما يريد حزب المؤتمر الوطني وبشير السعدواي .

في طرابلس والمنطقة الغربية كنا دائماً ننحني لتمر ليبيا الواحدة ..

اما ما يحدث الان فالكل يريد ان يمر وباقدامهم المتسخة واحذيتهم العسكرية و لينكسر ظهر ليبيا وليذهب كل اهلها للجحيم
احب ميزران ، واجلس قريبا من مسجد عمي مصطفى واملاكه ، و اتخيله جالسا رفقة المشيرقي و السعداوي وعمي علي مصطفى المصراتي وكل رفاقهم يخيطون حلما لليبيا تماما كما العالم لكن الاحلام سريعا ما تغتال حين كان الانجليز يحكمون العالم .

شاهد أيضاً

الأغذية العالمي يحذر من مجاعة وشيكة في السودان

الأغذية العالمي يحذر من مجاعة وشيكة في السودان

حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، يواجهون …