منصة الصباح

“زعمك يصير منها ليبيا”؟

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

———-

في كل مناسبة اتعرض إلى سؤال تشاؤمي معتاد:

– هل من أمل في هذه البلاد؟

سلاح خارج سلطة الدولة، وعسكرة مناطق، وقبائل وتوجهات، وفي كل مرة يستيقظ الناس على صوت فتح نيران، ومن هذا القبيل.

قطاع واسع من الليبيين صاروا ينسجون مشهدياتهم حول المستقبل من خلال هذا الواقع.

انا لا يخفيني وجود جماعات مسلحة، ولا ما يحدث خارج القانون، ولا الصراعات، ولا كل هذا الركض في مضمار العبث.

المرعب أكثر هو مشهد الاطفال، وهم يخرجون من مدارسهم في طوابير طويلة مثل اسراب النمل وسؤال حول غدهم.

والمرعب أكثر هو رقم 2 مليون ليبي ونصف يتقاضون مرتبات من دولة هي الأخرى تعيش على أول مربوط درجة النفط.

تفكيك التشكيلات المسلحة، واحتكار الدولة لسلطة الإذعان، وانهاء فوضى السلاح، وإعادة هيبة النظام الإداري، كلها امور تحتاج إلى وقت وليس إلى معجزة.

الأخطر، والأسوأ من المليشيات، واصحاب الطموحات، والولاءات الخارجية، هو قنبلة دمار شامل اسمها الفقر.

كل الذين هم جزء من مشكلات ليبيا، لا يشكلون حتى خمسة بالمئة من الليبيين، ومن لن يكون جزء من الحل، لن يكون جزء من المشهد.

نحن نعيش على النفط، مرتباتنا من النفط، ودخول التجار من النفط، وجماعة الاعتمادات، والسفارات، واصحاب سيارة الاجرة، وحتى الذين على بابك يا كريم، دخلهم من النفط، ولله يا نفط.

الضرائب، والجمارك، والرسوم المحلية كلها ارقام دفترية، وبدون النفط، ستكون مجرد اعداد صفرية.

اقصد بدون نفط سيجمع معسكر الفقر أكثر من تسعين بالمئة من الليبيين.

والفقر هو أم الكوارث، فهو اكبر سوق عمل للإرهاب، والجريمة، والرشوة، والدعارة، وكل مفسدة.

الجوع كافر، وسارق، وارهابي، وعاهر وكل شيء،

ما يهدد الامن القومي ليس شاب مريض نفسيا يطع علينا عبر منصات التواصل، بل هو 2,5 موظف، ما هو مصيرهم لو تآكلت قيمة النفط، وبات لا يساوي قيمة استخراجه.

كم هو سيناريو مخيف وكارثي لمن هو يعقل؟!

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …