بعد موسم أول “إعجازي” جعل من جود بيلينجهام الفتى المدلل في “سانتياجو برنابيو”، تحول النجم الإنجليزي فجأة إلى “لغز فني” محير يهدد استقرار ريال مدريد. وبينما كانت أصابع الاتهام تشير إلى كيليان مبابي كسبب لخلل التوازن، بدأت الحقائق الفنية تفرض واقعاً جديداً: بيلينجهام هو مركز الأزمة.
ولم يكن أحد يتوقع أن اللاعب الذي سجل 23 هدفاً وصنع 13 في موسمه الأول، سيكتفي بمجرد “ومضات” باهتة هذا الموسم. هذا التراجع الحاد وضع بيلينجهام تحت مجهر الانتقادات، خاصة مع تسريبات طالبت فيها بيئة اللاعب بزيادة راتبه السنوي، وهو ما اعتبره المتابعون طلباً “غير منطقي” في ظل عطاء لا يتناسب مع قيمة صفقة كلف خزينة النادي 103 ملايين يورو.
ويجد المدرب تشابي ألونسو نفسه في ورطة تكتيكية بسبب بيلينجهام؛ فكل محاولة لتوظيفه تبوء بفشل جديد:
خطة (4-4-2): تحول بيلينجهام إلى “عامل كدح” في الجناح الأيسر لتغطية اندفاع فينيسيوس جونيور، مما أبعده عن منطقة الجزاء وقتل ميزته التهديفية، ليخسر الفريق قوته الهجومية دون أن يستعيد توازنه الدفاعي.
والأزمة لم تتوقف عند حدود مدريد، بل امتدت لتطرق أبواب “الأسود الثلاثة”. ففي الوقت الذي حقق فيه المنتخب الإنجليزي 6 انتصارات متتالية في غيابه، قوبل عودة جود بصيحات استهجان في “ويمبلي”.
وبلغت الإثارة ذروتها بعد مباراة ألبانيا، حيث خرج بيلينجهام غاضباً عقب استبداله، مما دفع المدرب توماس توخيل لتوبيخه علناً أمام وسائل الإعلام، واصفاً إياه بـ “اللاعب الذي لا ينسجم مع روح العمل الجماعي”. ومع تألق فيل فودين، لم تعد مكانة بيلينجهام “مقدسة” في تشكيلة المونديال المقبل.
بين مطرقة المطالب المالية وسندان التراجع الفني، يجد بيلينجهام نفسه أمام مفترق طرق: إما استعادة بريقه كقائد للمستقبل، أو التحول إلى أحد أكبر الإخفاقات في حقبة “الجالاكتيكوس” الجديدة.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية