الاستشاري ابوبكر الأجنف، طبيب ماهر، وخبرة نادرة، وكفاءة عالية في جراحة القلب.
وهو رصيد ضمن رأس مال معرفي ليبي جبار، ساهم، ويساهم في إنقاذ حياة عدد من الليبيين.
الذين قاموا بالاعتداء على البروفيسور، قد لا يعرفونه، وفي كل الأحوال لم تكن تهمهم معرفته.
سبب الاعتداء ليس كفاءة الأجنف أو عدم كفاءته، وليس لأنه صاحب انجازات علمية أو صاحب سوق.
الدافع الأول وراء الاعتداء، هي أمواله وليست أعماله، أما الثاني فلعله الرجل كان هدفا سهلا.
ما حدث بالضبط هو واقعة جنائية، وسرقة بالإكراه، قد يتعرض لها أي شخص، في أي مكان، سواء تاجر عقارات، أو تاجر ذهب، أو صاحب شركة نفطية، أو جراح مشهور.
الكثير تعاطفوا مع الضحية، لكمية العنف، ولفائض الوحشية التي تعرض لها رجل في عمره، ومكانته.
أما البعض فقد عملوا على تجيير القضية سياسيا، بنفس تلك الكليشهات المكررة في غير مناسبة، لاستعمال في تبرير الحرب على مدينة طرابلس، أو كحرب أخرى على هذه المدينة.
الذين ارتكبوا الجريمة ربما يكونوا أثنان، وربما ثلاثة، أو أربعة بالكثير، ويمكن أن يكونوا غير مسلحين حتى.
اختاروا الوقت، واختاروا المكان، وكانت عيونهم على ما في جيب الطبيب، لا ما في غيب الكثير من المرضى الذين ينتظرون مشرطه.
والسؤال ماذا يخسر أصحاب الدخول العاليا، لو ودعوا أموالهم في المصارف، بدل جدران المنازل، حيث قد تتحول هذه الأموال إلى نقمة بدل نعمة؟
هناك أكثر من خمسة وثلاثين مليار خارج المصارف، هي سبب أزمة السيولة، وقد تكون سبب الكثير من جرائم السطو.
وفي النهاية لا نملك إلا أن ندين الحادث وبكل لغات العالم.