منصة الصباح
هاشم شليق

ركام الطبيعة والرصاص!

هاشم شليق

تأتي الكوارث الطبيعية والحروب ضمن اتجاه متوازي وتصاعدي حاد..فمنذ عام 1980 لم تشهد الأرض هكذا تطرف مناخي مثلما يحدث اليوم مع اعتبار أن عام 2025 لم ينته بعد..فقد شهدنا حرائق لوس أنجلوس..وزلزال ميانمار..وبعدها زلازل أفغانستان المتلاحقة في غضون أربعة أيام..واختفاء قرية كاملة في السودان نتيجة جرف أرضي بعد أن اطمأن أهلها لكونهم بمنأى عن نيران المعارك..فكما يقال المصائب لا تأتي فرادى..ولا ننسى ما شهدته ثلاث دول إفريقية من فيضانات مدمرة نتج عنها خسائر بمليارات الدولارات دون أي تأمين على الأرواح والممتلكات..ثم نأتي إلى النزاعات المحلية والحروب ومالها من تداعيات تشرخ النسيج الإجتماعي بالدرجة الأولى مثل
حرب روسيا وأوكرانيا والنتيجة ملايين النازحين..وكذلك سياسة الأرض المحروقة المتبعة من الإحتلال الإسرائيلي على أطراف فلسطين بهدف الشتات المجتمعي ومن ثم إنتظار اتفاقية أخرى مستقبلا على غرار اوسلو لترسيم حدود التواجد الفلسطيني..إلى النزاع الشائك داخل الكونغو الديمقراطية بين الحكومة وحركة انفصالية بدعم من رواندا وليس هناك حل بدل الاقتتال إلا وضع في الحسبان أن السياسة هي فن الممكن والممكن لا يؤتي ثماره إلا بإدراك من أين يؤكل كتف التفاوض..وأخيرا وليس آخرا الحرب الأهلية السودانية وما يتخللها من جرائم حرب..إذن نستنتج إن الإنسان يبني لعقود والطبيعة والحرب تهدمان في لحظة..وفي كلتا الحالتين لا يوجد منتصر بل فقط ناجون مع ذاكرة مجروحة ومعنويات هابطة..بمعنى في رمشة عين تستطيع الطبيعة دون سابق إنذار أو رصاصة دون وجه حق أن تسلب إنجازات وطنية معنوية وتحيل السلم المجتمعي إلى غرفة الإنعاش وتضع مشاريع تنموية تحت الركام..

شاهد أيضاً

د. مجدي الشارف الشبعاني

ليبيا والشفافية المفقودة… هل يكون راتبك لحظي البداية؟

د. مجدي الشبعاني لم يكن برنامج “راتبك لحظي” مجرد تحديث تقني أو أداة لمكافحة الفساد …