منصة الصباح

رفع الدعم أم لغم؟

بوضوح

بقلم / عبدالرزاق الداهش

هل أحالت وزارة الاقتصاد للرئاسي مشروع اصلاحات اقتصادية فيما يتعلق بالدعم، أم هو مشروع لغم؟

الكلام عن اقتراح من وزارة الاقتصاد يتعلق برفع الدعم عن المحروقات، بصيغة، (استبدال ما هو نقد عيني، بما هو نقدي).

صحيح أن رفع الدعم عن المحروقات، يعني إنهاء متلازمة تشوه مزمنة يعاني منها الاقتصاد الوطني.

وصحيح أن رفع الدعم عن المحروقات، يعني الحد وبشكل كبير من ظاهرة تهريب الوقود، والذي يشكل رقما مهما.

وصحيح أن رفع الدعم سوف يؤدي إلى ترشيد استهلاك مادة البنزين، التي تحرق في الطرقات، على ما يعني وما لا يعني». وصحيح أن الدعم لا يذهب لمستحقيه، وباقي حزمة المبررات.

لكن مواطنا كان يملأ خزان مركبته بأقل من عشرة دنانير، كيف سيدفع أكثر من ستين دينارا ، بين ليلة وضحاها؟.

ثم (ستين) مع شح السيولة، ومع خروج محتمل للتضخم عن معدلاته الآمنة، ومع عدم توفر لا نقل عام، ولا ثقافة النقل العام، وأهم من ذلك ارتفاع منسوب خطاب الشيطنة.

سياسة الدعم حتى وإن كانت بائسة، ومشوهة فهي شكل من أشكال إعادة توزيع الثروة، أو عائد الثروة، كما أنها جزء من شبكة أمان، ليست مثالية، وحتى سيئة.

ثم أن أكثر من نصف قيمة دعم المحروقات، إذا لم نقل الثلثين، تذهب للكهرباء، فكم سيدفع هذا المواطن مقابل الكيلو وط، رغم أن جزءا كبيرا من التكلفة (ضريبة الجغرافيا)؟

نحتاج إلى عملية تدرج قد تكون طويلة، لابد أن يصاحبها تصميم لشبكة أمان أكثر نجاعة من أجل حماية سلة المستهلك.

نحتاج إلى قراءة للواقع، لأن السياسة ليست فن الخيال.

 

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …