منصة الصباح

 رعبهم وخوفنا

‎كاميرا خلفية

 أحمد الرحال

الرعب الذي لم يكن يتجول إلا بيننا وفي بلادنا وجد طريقه إلى العالم كله، والفرق بيننا وبين العالم الذي لم يكن يعيش رعبا هو أننا ألفنا هذا الرعب فكان أمره أهون علينا ممن لم يألفوه من قبل في واقعهم.  في العالم الأول هناك خوف من المجهول قد يسكن الانسان هناك، فعلى الرغم من الأمن هناك وعلى الرغم من الحرية الظاهرة لديهم إلا أن الخوف من فقدان الوظيفة أو المرض المفاجئ أو فقدان السيارة أو فقدان البيت أو حتى فقدان الحياة يعتبر خوفا ملازما قد يتحول إلى كابوس على الرغم من التأمين على أي شيء.  الخوف من المجهول الذي قد يأتي مع مستقبل لا يعرفون موعده قد يتحول إلى مرض نفسي ثم قد يصير عضويا بطريقة ما. لكن الرعب الذي أتى مع وباء كورونا إلى العالم جعل أولئك الخائفين مرعوبين فعلا، فالموت يتجول بين الناس لينشر الهلع.  حالة الخوف من المجهول الساكن في النفوس لا يعني أن حياة الانسان هناك سيئة، على العكس تماما، فالأمان وحقوق الانسان والاستقرار وغيرها تعتبر حقائق يعيشها الانسان بشكل يومي، غير أن الإغراق في كل هذا قد يكون هو السبب في وجود الخوف من المجهول.   في بلادنا عشنا لعقود طويلة خوفا مباشرا واستقرارا مكذوبا تحول إلى حالة عدم استقرار وإلى خوف مستمر من القتل والخطف والنهب والدمار، فنزح كثير من الناس خوفا من كل ذلك، وفوق هذا كله انتقل إلينا الرعب العالمي من الوباء. فهل فعلا نحن نعيش درجة الرعب نفسها التي يعيشها العالم الأول من هذا الوباء؟  العجيب أن المراقب سيرى طريقة التفاعل عندنا حضارية مقارنة ببعض دول العالم الأول، لزم أكثر الناس بيوتهم وهم يتابعون تطورات الوباء عبر وسائل الاعلام، التجول يخف في الشوارع، ويحاول كثير من الناس اتباع إرشادات المختصين حتى لا ينتقل الوباء إلينا.   يحدث هذا كله والقذائف لم تتوقف عن قصف الأبرياء في بيوتهم وعلى أسقف المباني المدنية، وتستمر الحرب على طرابلس بلا توقف، والمعتدي الظالم لم يتوقف، لا لأسباب سياسية ولا لأسباب إنسانية، والناس يعيشون بين خوفين، خوف من مصائب الحرب التي طالت بالفعل مئات الآلاف من الأبرياء وخوف من انتقال الوباء إلى بلادنا ونحن لا نملك مقومات مواجهة هذا الوباء.  لكن …

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …