الصباح / خاص
حظيت التطورات العسكرية الدراماتيكية في طرابلس وما حولها، باهتمام دولي كبير، فنقلت قناة” سي إن إن” خبر سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني على ترهونة، التي كانت كما قالت القناة ” تعد آخر معاقل قوات خليفة حفتر في الغرب”.
وأضافت القناة إن غرفة العمليات العسكرية المشتركة في المنطقة الغربية، أعلنت في بيان لها يوم، الجمعة، “تحرير مدينة ترهونة هذا الصباح من سيطرة العصابات المسلحة التي ارتكبت فظائع وأرعبت المدنيين واستخدمت ترهونة كنقطة انطلاق لنشاطها الإجرامي”، حيث كانت قوات حفتر تسيطر على المدينة الاستراتيجية.
ميركل.. تنفيذ مخرجات برلين
وأبرز ردود الفعل جاء من برلين، فعقب إعلان السيطرة على ترهونة واستعادة حكومة الوفاق كامل غرب ليبيا، تلقى رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج اتصالاً هاتفياً من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، جرى فيه تناول مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية في ليبيا، بحسب بيان صحفي.
وأكدت ميركل “حرص ألمانيا على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، والعودة للمسار السياسي واستعدادها لدعم هذا المسار، كما أكدت الحرص على أمن واستقرار ليبيا”.
من جانبه أكد السراج أن “لا حل عسكرياً للأزمة الليبية”، لافتا إلى أن حكومته لم تجد “شريكاً حقيقياً للسلام ولا للعملية السياسية”.
وأضاف “هناك من يطرح مناورات سياسية وليس مبادرات، بهدف إيجاد دور لشخوصهم، فما يحركهم هو المصالح الشخصية وليس مصلحة الوطن”.
ماس..لا بديل للعملية السياسية
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، إن “العملية السياسية ليس لها بديل”، في حل الأزمة القائمة في ليبيا.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الجمعة في برلين ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو، أضاف ماس، أن “ليبيا تمثل تطوراً يبعث فينا مخاوف كثيرة من ناحية استمرار القتال، مستدركا “لكننا نواصل التأكيد أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري، فالعملية السياسية التي بدأت، ليست لديها بدائل”.
وذكر رئيس الدبلوماسية الألمانية أنه “بهذا المعنى، نحن سعداء بالإشارات التي قدمتها لنا الأطراف المتنازعة لكي نكون مستعدين لاستئناف حوار مجموعة (5+5) لغرب المتوسط”، التي تضم الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب، موريتانيا، فرنسا، مالطا، إيطاليا، البرتغال واسبانيا، فـ”لقد أدى هذا إلى إغلاق الجزء الشرقي من ليبيا لفترة طويلة ونأمل أن تكون هذه المفاوضات ناجحة”.
وخلص رئيس الدبلوماسية الألمانية الى القول، إن “المواطنين الليبيين كانوا يتطلعون منذ فترة طويلة، لتحقيق نتيجة إيجابية ومسالمة، وفي هذا الصدد، ستعمل إيطاليا وألمانيا بهذا الالتزام معًا لتحقيق هذا الهدف”.
قلق إيطالي..
فيما جدد وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو اليوم الجمعة الدعوة لوقف “تدفق السلاح والمرتزقة” الى ليبيا.
وقال في تصريحات من برلين، صحبة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في اعقاب اجتماع مشترك، “الوضع على الأرض في ليبيا يقلقنا كثيرا. التدفق المتواصل للأسلحة والمرتزقة ينبغي أن يتوقف”.
وأعاد رئيس الدبلوماسية الايطالية دعوة “جميع الأطراف الليبية” الى “تعليق الأعمال العدائية والالتزام بالحوار السياسي، حسبما حدده مؤتمر برلين” في شهر يناير الماضي
أردوغان.. دعم تركيا سيستمر
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تعهد يوم الخميس بزيادة دعم بلاده الى ليبيا لتأمين المكاسب العسكرية التي تحققت في الفترة الأخيرة وتعهد بالقيام بعمليات تنقيب مشتركة عن النفط في البحر المتوسط عقب محادثات في أنقرة قبل دفعة محتملة لعملية وقف إطلاق النار.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في أنقرة إن دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني ”سيستمر على نحو متزايد“ وأضاف إن حفتر وداعميه ”سيحكم عليهم التاريخ“ وأنه لا حل للصراع هناك إلا بحل سياسي برعاية الأمم المتحدة.
وتابع ”نهدف إلى توسيع تعاوننا ليشمل عمليات الاستكشاف والتنقيب للاستفادة من الموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط“ بما في ذلك الأراضي الليبية.