مشاهدات
فتحية الجديدي
هناك العديد من الرجال الذين لايتوانون في التعرف على أخرى غير زوجاتهم، ويحاولون بطريقة ما التودد إليها طالبين التقرب العاطفي، وممارسة نزواتهم التي تنزاح أكثر لقائمة الصبيانيات، ولربما أكثر من ذلك أيضا ـ بدعوى أنهم طالبين القرب باسم الحب!
هؤلاء الأزواج يسعون غالبا لسد فراغ احتياجاتهم العاطفية من خلال امرأة أخرى، لا تكون زوجة أو حبيبة فعلية أيضا، بل مجرد صديقة أو عشيقة أو صاحبة فقط….
البعض من الرجال يسعى جاهدا للحصول على إحداهن وأن تكون المقربة له والصديقة، ولكنه لا يريدها زوجة وشريكة لحياته، وما أكثرهم من يفعلون هذا متذرعين بأنهم بحاجة ماسة للعاطفة والحنان، وأن علاقته بزوجته أقرب ما تكون للعلاقة الرسمية التقليدية والجديد التي تخلو من العاطفة والشجن والمناغشة، وينصرف للأخرى التي يجد لديها كل ما ينقصه كرجل وتستطيع أن تكمل ماهو ناقص عند الأولى!
هذه الفكرة تسكن أذهان العديد من الرجال _بكل أسف _ وتسيطر عليهم، نراها جلية في علاقاتهم المتعددة بالنساء طالبين القرب العاطفي وليس الارتباط، وهذا ما يزعج النسوة اللواتي يجدن أنفسهن غير مرحب بهن للقران، وإنما الاكتفاء بصداقتهن أو بصحبتهن، وعند محاولتهن معرفة الأسباب التي تجعل الرجال غير مقبلين عليهن كزوجات، يزددن غضبا من المبررات في أن الأزواج غير قادرين على الزواج مرة أخرى، ولا يملكن الشجاعة لذلك – بالرغم من قناعتي التامة رفض تعدد الزوجات – لكن هذا ما أدلى به البعض منهن! حول رغبتهن في الارتباط، وبأنهن لسن للتسلية!
ليكون السؤال:
هل صحيح أن بعض الأزواج يبحثون عن أخريات للتسلية؟
لماذا يحاول بعض الرجال التقرب للأخرى باسم (المصاحبة)؟
لماذا يختار بعض الرجال امرأة للزواج وأخرى للحب؟
من المسؤول عن وجود امرأتين في حياة بعض الرجال؟
لماذا لا يرتبط الرجل بحبيبته، أو صاحبته؟ هل هو الخوف من الزوجة الأولى؟
لماذا تعدد النساء، هل امرأة واحدة لا تكفي للرجل؟
لماذا لا تكون الزوجة هي الحبيبة والعشيقة والصديقة في آن واحد، بدل البحث عن غيرها؟
ثم من قال إن المرأة مشروع للعشق؟ هذا السؤال الذي أطلقته العديد من النساء ممن يرغبن في معرفة الأسباب المنطقية التي تجعل أغلب الرجال يبحثون عن عشيقة تحل محل الزوجة لأكثر من سبع ساعات يوميا! فيما هو يعود آخر النهار لبيته وزوجته ولحياته الاعتيادية، حتى يصحو اليوم التالي ويلتقي بتلك البديلة ومانحة المشاعر لاغير لأنها بكل بساطة ليس لديها أي حقوق غير الاستلطاف المؤقت، وشيء ضئيل من الطلبات، التي ربما تحصل على بعضها فقط، وليس هذا وحسب بل تظل المرأة مهددة دائما، لو تم اكتشاف أمرها من قبل الزوجة، هنا ندخل مباشرة في مسألة لربما تناولناها مسبقا، وهي (الخيانة)، وهي ليست موضوعنا، بقدر ما نشاهد الكثير من هؤلاء الرجال يكرهون الارتباط، ويرفضونه في حالة الطلب من تلك العشيقة، هذا التناقض البشري الذي يظهر واضحا عند الرجال، إنما يعود للخلفية الثقافية لدى هذا البعض، وما خلفه الإرث القديم من عقد الذكورية الطاغية ومبدأ الهيمنة ، من منطلق الذكر والأنثى، وأن والمتاح للذكر غير متاح للأنثى! ومن هذه الأفكار التي تكون نتائجها وخيمة للطرفين، سواء كانوا أزواجا أو عشاقا أو أصدقاء أو معارف، إلا إذا خلت كل هذه العلاقات من الفهم الخاطئ والسلبيات التي تضع الإنسان في قفص الاتهام..
قد يكون الكلام غريبا عندما نؤمن بالصداقة النقية، والصحبة التي تغلفها المحبة، وتسيرها القواعد البشرية، وليست الغرائز الحيوانية التي تتحول إلى مطامع واستغلال، ويغيب عنها الحب والمشاعر التي نسمو بها لعالم يحتوي كلا من الرجل والمرأة، فيه يتحقق العدل في العلاقة، وليس سعيا للمصلحة على حساب أحدهما الآخر، ويكون الطرف الثالث هو الضحية..
تلك المسكينة .. المطلوب منها أن تلبي غريزته الذكورية لا غير، التي ربما تنجرف بهما العاطفة إلى علاقة ما تضعها على المحك، لا تكون قادرة على الرجوع من حيث بدأت.