بنطلون لرئيس ليبي!
عبد الرزاق الداهش
لا مشكلة في استقدام وزير فنلندي لإدارة التعليم، أو ألماني لإدارة الصحة، أو ياباني للاقتصاد.
المهم جودة التعليم، وتحسين النظام الصحي، واقتصاد القيمة المضافة.
أما الوطنية فهي ليست أن تكون ليبيًا، بل ماذا تعطيه إلى ليبيا، وعلى رأي قاسم آمين: “الوطنية تعمل ولا تتكلم”.
فمن يعلمك هو المعلم الأكثر كفاءة، ومن يعالج هو الطبيب الأكثر مهارة، ومن يخطط لك هو المهندس الأكثر قدرة.
هذه اعمال فنية، وخدمية، ليس لها وطن، أو دين، أو حتى لغة.
فمن تعطيه صدرك لإجراء جراحة قلب مفتوح، لا تشترط عليه النطق بالشهادتين، ومن يقود بك الطائرة لا تسأله ولد في تراغن، أو امستردام،
ينطبق ذلك على من يدير الزراعة، والطاقة، وعلوم الفضاء، وتبقى مؤسسة الرئاسة حالة استثنائية.
رئيس الدولة ليس مهندسًا زراعيًا، أو طبيبًا عامًا أو معلمًا لمادة الرياضيات.
الموضوع يختلف بين من يقدمون خدمة للوطن، ويسهمون في تحسين شأنه العام وبين من يكون رمزا له.
وصل البيت الابيض في امريكا رؤساء تافهين مثل ريغان، وترامب، ولم يفكر في ذلك كبار مثل كيسنجر، وبريجنسكي.
لأنه لا يمكن أن يكون موقع رئيس الدولة بكل قيمه الرمزية متاحا لامريكي ولد خارج الولايات المتحدة، ولو كان كيسنجر، ولو كان بريجنسكي.
ضابط عراقي كإن لاجئًا في ليبيا خلال فترة صدام حسين، غادر العراق احتراما لنفسه ورفض عرض الجنسية الليبية، وأي جنسية أحتراما للعراق.
هذا السردية لا تعني أحد، ولا ترمي لاستبعاد أحد، هي رأي مجرد لا علاقة له بوقت، ولا أسم.
منصب الرئيس له كراسة شروط “ستندر”، وليس بنطلون يفصل على مقاس سعد، أو مسعود.
لأنه وطن قلنا ذات حقيقة: انه أكبر من كل واحد منّا.