منصة الصباح

رأي جراح في التعليم

مع قهوة الصباح

الدكتور المهدي الخماس

اعتقد والله اعلم أنه حان الوقت لنتوقف عن التلقيح على الجامعات الليبية وخروجها من التصنيفات المختلفه. وكذلك التوقف على الإستهزاء بأعضاء هيئة التدريس. نتوقف عن النقد لكثرة سرقة الأبحاث وعن قلة الأبحاث المؤثرة من قبل أعضاء هيئة التدريس.
لماذا؟
الأمر مسؤولية مجتمعية. يعني البيت مسؤول والمدارس العامة والخاصة مسؤولة. وهم أساس المسألة التعليمية. فنحن من نوصي المدرسات على تسهيل المراقبة والتغشيش. والمدرسة تتبادل مع زميلتها أدوار التغشيش في الإمتحانات. حكي ظهري وأنا نحك ظهرك. ونفرح بأبننا بأنه تحصل على درجة ممتاز ونعرف وبكل تأكيد أنه ناجح بالغش.
هذا التلميذ هو نفسه طالب الجامعة الذي لايعرف القرأة والكتابة بلغته أو بلغة العلم الحاضر. وهو نفسه من سيشتري البحث ويتخرج ويشتري الماجستير من دولة عربية او دولة شرقية ويرجع عضو هيئة تدريس.
اذن ماهو الحل؟
في نظري البسيط نحتاج سنوات لتصحيح المنظومة. ربما الخطوات الأولى التأكيد على أن المسؤولية جماعية وعلينا نقاشها ومتابعتها والإقتناع أن التصحيح عملية تراكمية ولن تأتي بين يوم وليلة. الأن عندما يأتي وزير يلغي خطوات ماقبله وعندما يأتي مراقب تعليم يلغي ماقبله. هذا التفكير العقيم يحتم علينا إيجاد حل له.
الخطوة الأخرى الإقتناع أن التعليم كذلك عملية تراكمية من مرحلة الروضة وحتى الحصول على الإجازة الدقيقة (الدكتوراة). يعني فيه أفكار وسلوكيات يجب نقشها في الصغر. نستطيع تعليم التعاون وروح الفريق في الروضة ونستمر بها حتى إتمام الدراسات العليا. بالمناسبة الغش ليس من روح التعاون. نستطيع نقش الصدق في استعمال المعلومات من النت وتحري المصادر ونسبها الى أصلها والخجل من سرقة الأفكار. نستطيع إدخال السؤال والبحث عن إجابات في مرحلة مبكرة من التعليم لإدخال روح البحث العلمي. والبحث العلمي كفريق. المتميز سيتميز داخل الفريق وسيساهم في الرفع من مستوى فريقه.
الخطوة الثالثة أن نقتنع أن الإصلاح عملية شمولية. يعني نحتاج رأي الكثيرين ممن لهم إهتمام بقطاع التعليم وتتفرع حتى نصل الى المجموعات المتخصصة في قطاع ما لتكملة المشوار. يعني نحتاج منابر عديدة لنقاش مشاكلنا التعليمية بصراحة. ربما نخرج بتوصيات. ربما نخرج بمعلومات مفيدة تساعدنا في التخطيط والضغط على معاول الدمار التي على خشبة المسرح ومن تحته ومن وراء الكواليس.
نحتاج إدخال فكرة التطوع في المدارس الإبتدائية وإدخال فكرة العمل بلجان تعليمية مختلفة بدون مقابل مادي. أول ماتحكي على تكوين لجنة يأتي السؤال كم المكافأة؟. المكافأة غير واضحة في القرار. هل هي شهرية أم مرة واحدة. اللجان المختلفة جزء من خدمة الجامعة للمجتمع. والجامعة تتكون من أعضاء هيئة التدريس.
يوجد لدينا فرص كثيرة للتطوير والتحسين من مخرجات التعليم. وضع الأهداف لكل مرحلة ثم وضع الخطط للوصول ووضع المناهج التي تتبع الخطط الموضوعة. أحيانا العين بصيرة واليد قصيرة. يعني ليس لدينا من ينفذ الخطط. يعني ليس لدينا جنود الخط الأمامي ومن يستطيع تدريبهم. وربما ليس لدينا إمكانيات مادية. وعندها ترتيب مصالحنا الى قوائم الأولويات يصبح فرض. وعندا نحتاج الى الإستعانة بمن هم أفقه مننا في مواضيع معينة. طبعا الجامعات المتأخرة من الدول المجاورة لن تفيدنا وهي كالمريض المستند على ميت. فالإتجاه شرقا ربما يطيل علينا طريق الإصلاح.
———-
26 أكتوبر 2022

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …