د.علي المبروك ابوقرين
بمناسبة عيد العمال من أهم ما يحتاجه العاملين هو البيئة الصحية الآمنة والمريحة ماديًا ونفسيًا واجتماعيًا ، بيئة تحافظ على سلامة العاملين وصحتهم هم وأسرهم ، بيئة عمل ليست فقط خالية من الظروف الضارة المسببة للإصابات والأمراض والعجز ، بل البيئة المثلى التي تعزز صحتهم وتمكنهم منها وتحافظ عليها وتحسنها لهم ، بيئة عمل يسودها الاحترام المتبادل بين زملاء ورفقاء العمل ، وبين الرؤوساء والمرؤوسين ، وتسمح بمشاركة حقيقية في وضع الاستراتيجيات القصيرة والطويلة المدى ، والخطط والسياسات والقرارات التي تعظم الإنتاجية وتحقق الأهداف المرجوة والرضا التام للفرد الواحد وجموع العاملين ، بيئة تعزز التشبث بالمكان وطبيعة العمل والاستمرار والاستقرار والبقاء فيه ، وتحفز التنافسية على الاداء والعطاء والتفاني في العمل ، ولا تكون حافز للتغيب والتقصير والتمارض والصراعات والمشاحنات ، أو تكون بيئة مؤثرة سلبًا على صحة العاملين نفسيًا وبدنيًا ، وهذا يتطلب الكثير من جهات وأرباب العمل ، ومنها وضوح الرؤية وطبيعة المكان ومساحته ونظافته ، ويسمح بالتباعد والخصوصية وعدم الاكتظاظ والتكدس ، تتوفر به الاضاءة الطبيعية بجانب الإضاءة الكهربائية ، والتهوية طبيعيا او بمرشحات الهواء النظيف ، بيئة عمل تضمن التدريب المستمر ورفع الكفاءة ، والتنمية الفكرية والإبداعية ، والتوعية الصحية العامة والخاصة بطبيعة العمل ، لتفادي المخاطر المحتملة لكل تخصص ومهنة ، وتوفير كل الاحتياطات اللازمة والاحتياجات المطلوبة للحماية من أي أضرار تهدد الصحة على المدى القصير أو الطويل حتى لا تسبب مشاكل صحية للعاملين ، ومؤامة ساعات العمل بما لاتزيد عن ما ينظمها القانون وأن تتخللها أوقات الراحة وتناول الطعام الصحي النظيف الطازج والمتوازن ، وأن تتناسب مع الأوضاع الصحية للعاملين وفئاتهم العمرية ، وأن تطبق أحدث معايير السلامة والصحة المهنية ، مع وضع اللوائح والتعليمات والارشادات للسلامة والرعاية الصحية في كل مكان وركن بمحيط العمل ، وتدريب العاملين كافة على الإسعافات الأولية والتدخلات الممكنة للإنقاذ والمساعدة ، مهما كانت طبيعة عملهم ودرجاتهم الوظيفية ، وأن يكون لكل مكان عمل آلية سريعة للوصول للخدمات الصحية على مدار الساعة تحقق سهولة وسرعة التواصل والوصول والاستجابة مع البيانات والمعلومات الطبية الكاملة لكل موظف وعامل ، وأن تكون جميع أماكن العمل مهيئة لكل الناس ولذوي الاحتياجات الخاصة ، وتتوفر بها القاعات والحمامات الصحية النظيفة جدًا ، وأماكن للصلاة والراحة تراعى فيها خصوصية المرأة والحامل والمرضعة وكبار السن ، وأن تشارك العاملين مناسباتهم الخاصة والدينية والاجتماعية والثقافية ، وأن تساهم في ترسيخ الأنشطة الرياضية والثقافية وتدعمها ، وتظل الصحة هي الأساس في بناء وتطور القدرات العقلية والبدنية ، ولهذا من ألمهم الاهتمام الكبير بصحة العاملين وتقديم الخدمات الصحية الكاملة لهم ، وإجراء الكشوفات الطبية الروتينية والمبكرة ، والتحصينات اللازمة ، وتغطية علاجهم وأسرهم بالكامل ، بما في ذلك القوى العاملة الصحية هذا القطاع الوحيد الذي يعمل على مدار اليوم والأسبوع والشهر والعام دون توقف ، بأعداد أقل من نصف المطلوب ، يتعرضون لضغوط نفسية وإجهاد، لطبيعة العمل مع الأمراض والحوادث والعدوى بجميع أشكالها ناهيك عن الأوبئة والجوائح كما حدث ولازال مع الكورونا وأمراض أخرى ، في بيئات عمل صعبة جدًا بدون إمكانيات ، وبعضهم يتعرضون للتهديدات والاعتداء والتهجم والسباب والتقاضي في المحاكم ، بمداخيل بسيطة لا تلبي الحد الادنى من متطلبات الحياة رغم المخاطر والملامة من الناس والدولة ، ولا تتاح لهم فرص التعلم والتدريب كما يجب ، ومنهم من تضطره الظروف للعمل في أماكن متعددة أو وظائف مختلفة لتحسين الدخل لمجابهة ضنك الحياة ، وبهذه المناسبة نرجوا الاهتمام بقطاع الاعمال والعاملين والرفع من شأنهم تعلمياً وتدريبًا ومداخيل ، وبيئات عمل تحافظ على كرامتهم وتحقق رضاهم ورفاههم ، وهياكل تنظيمية منضبطة ، وسلالم وظيفية لا يقفز عليها حاذق أو يسقط منها مظلوم ، ومؤشرات اداء واضحة ومنصفة ، وحقوق ملباه لا مظلوم ولا محروم ولا مغبون ، وبيئات معيشية توفر السكن القريب اللائق والخدمات التعليمية والصحية والترفيهية والثقافية والرياضية ، والأغذية الصحية ومياه الشرب النقية ، وصرف صحي ومعالجة صحية للمخلفات ، لا طمر في باطن الارض ولا حرق في الهواء ولا قرب من عمل أو سكن ،
وأن لا يجاز لمهنة في الحياة دون تعليم راقي وتدريب كامل وتأهيل عالي ومستمر ، والصحة تحتاج لإعادة النظر في القوى العاملة الصحية ، المسعف والفني الصحي والتمريض والاداري ، وكل الوظائف المساعدة لا يجب أن يستمروا بما هم عليه من علوم ومعارف وخبرات ، ويجب ان تسخر لهم الإمكانيات الكبيرة للنهوض بهم للنهوض بالقطاع الصحي ، وأن تتاح للأطباء الشبان فرص جادة أخري للتحصيل العلمي والتدريب السريري والبحث العلمي أفضل من ما هو متاح لهم الآن ، الأجيال الجديدة أكثر ذكاء وقدرة لو اتيحت لهم الفرصة سوف يحققون النهظه..
كل عام والقوى العاملة بخير