التأهب والاستعداد أمان
د. علي المبروك ابوقرين
الحمدلله إن المناطق المتضررة لم تكن من المناطق التي بها أمراض متوطنة قبل العواصف والفياضانات والسيول الكارثية الآخيرة ، وكانت في مجملها تتمتع برعاية صحية معقولة ، وتتواجد بها مستوصفات ومراكز صحية ومستشفيات قروية ومستشفيات عامة ومنها تعليمية ، وكانت تعاني مثلها مثل معظم المرافق الصحية العامة من النقص في بعض العناصر الطبية المتخصصة والأدوية والمستلزمات والمعدات ، أو تعاني من بعض الأعطال في بعض المعدات والأجهزة الطبية ، ولكن جميعها كانت تقدم الخدمات الصحية الأساسية ..
والكارثة الطبيعية التي حلت للأسف كانت مدمرة ، حيث الفياضانات والسيول جرفت أحياء كاملة ، ورقعة زراعية واسعة بما فيها من بيوت وحضائر ومحاصيل زراعية ، ودمرت الطرق والكباري ، وبطبيعة الحال دمرت أنظمة مياه الشرب والزراعة ، وأنظمة الصرف الصحي سواء كانت على المستوى الاستخدام الشخصي ، أو العام للحي أو للمدينة ، وهذا ما قد يسبب خطورة إنتشار بعض الأمراض مثل النزلات المعوية ، أو بعض الأمراض التنفسية ، أو الأمراض الجلدية مثل الطفح الجلدي ، وبعض الأمراض الفطرية الرخوة ، وبعض الأمراض المنقولة بالنواقل ، وهذه جميعها سهل التعامل معها في حينها نظرًا للأوضاع الصحية بالمناطق المتضررة ، وتوفر الخدمات الصحية مع سرعة الاستجابة وتنادي الجهات الطبية المسؤولة المحلية والمساعدات الطبية الدولية التي تقاطرت على المناطق المتضررة وخصوصًا بمدينة درنة الأكثر ضررا ، ونظرًا لسرعة توفر المأوى للناجين عند ذويهم واصدقائهم ، وما وفرته الجهات الحكومية والأهلية والخاصة من إمكانيات كبيرة وصحية من سكن ومياه وتموين ، واستمرار واستدامة الخدمات الصحية وتطورها بما غطت الترصد والمراقبة والوقاية ، والإصحاح البيئي ، والتطعيمات اللازمة لزيادة التحصين لكل الفئات المستهدفة من الفرق المشاركة في الإنقاذ والمتطوعين وشريحة الأطفال وكبار السن ، وباقي السكان والمترددين من الإعلاميين والصحفيين ، والجهات المعنية بالأعمال المختلفة في المناطق المتضررة ، المطلوب من الجميع في هذه الظروف هو الالتزام التام بقرارات وإجراءات الجهات المعنية بإدارة الطوارئ والأزمة ، والإبتعاد كليًا عن المناطق المتضررة والخالية من السكان ، والغير صالحة للسكن والمعيشة فيها لما طالها من تدمير وما تشكله من خطر على الناس ، وضرورة تنفيد اوامر لجنة الطوارئ ….
وإن تنادي جميع الليبين والاشقاء والأصدقاء خفف الكثير من أثار الكارثة التي ألمت بأهلنا وأخوتنا في شرق البلاد وبالجبل الأخضر ودرنة الزاهرة ، والشكر والتقدير والأمتنان لكل من قدم يد العون والمساعدة وللجهات المسؤولة التي قامت بدورها ،
ونرجوا من الجهات المعنية سرعة العمل على معالجة الأضرار ، والعمل على عودة التعليم والعمل ، وتقديم كل الدعم والمساندة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لكل سكان المناطق المتضررة ،
ونرجوا العمل على تطوير منظومة النظام الصحي الليبي ، والأهتمام بكل مستويات الخدمات الصحية ، والرفع من إمكانياتها ، وتوفير جميع احتياجاتها والعمل على تأسيس خدمات الطوارئ والإسعاف والإنقاذ بما يضمن توفرها في جميع ربوع البلاد ، بإمكانيات عالية وتجهيزات متكاملة وقوى عاملة مؤهلة للتعامل مع كل التحديات والتهديدات والكوارث والأزمات ، ونؤكد على ضرورة سرعة تصويب المخالفات والأفعال البشرية الخاطئة الضارة بالصحة والحياة والبيئة ، وضرورة تأمين مجرى الوديان والسدود وطبيعة وحالة الشواطئ ، وعلاج المخلفات ، وتأمين منظومات المياه الصالحة للشرب ومنظومات الصرف الصحي ، مع ضرورة ربط جميع البيانات الخاصة بالسكان بالمرافق الصحية المنوطة بها وفي محيطها الجغرافي ، ولان التغييرات المناخية لها اثارها الضارة والزلازل والعواصف والأعاصير والفيضانات جميعها أضرارها مدمرة للبشر والحجر ، ولتقليل الأضرار وتجنب المخاطر ضرورة التأهب والاستعداد والاستجابة السريعة ، وتطبيق التشريعات والقوانين وتفعيل الحوكمة والرقابة والمحاسبة والمتابعة المستمرة لمنع كل ما يساهم في تهديد الصحة والحياة والبيئة ، وتعزيز كل ما يضمن ألأمن والأمان والحياة الكريمة ، واذا توفرت الحكمة والإرادة والإدارة
كل شئ متاح في العالم للاقتناء والتعلم ..
نترحم على كل من قضى ، والصبر والسلوان لمن بقى ، والشكر والتقدير والامتنان لكل من ساعد وسعى
.نسأل الله السلامة لأمتنا وبلادنا ..