منصة الصباح

جدري القردة ودروس الكورونا

د.علي المبروك أبوقرين

تفاجأ العالم في بداية عام 2020 بانتشار وباء الكورونا وكانت تجربة سيئة وقاسية على معظم دول ألعالم ، وصمدت الأنظمة الصحية المتماسكة ، والتي تهتم بالصحة العامة والرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي ، ومن لديها أنظمة ترصد وتقصي وإنذار مبكر ، ومراكز سيطرة ومكافحة للأمراض ذو مهنية عالية ، وتجربة كورونا برهنت للعالم عدم وجود إنصاف وعدالة وتعاون دولي في مجابهة الجائحة التي أربكت ألعالم صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ، وعانت معظم دول العالم الثالث والدول الفقيرة من الحصول على وسائل وأدوات التشخيص والعلاج واللقاحات وأجهزة الحماية والوقاية الشخصية للعاملين الصحيين وغيرهم من عموم الناس ، وانتظرت طويلا معظم الدول الفقيرة في حصولها على حاجاتها لمجابهة الجائحة واثارها ، في الوقت الذي تتحصل فيه الدول الغنية حاجتها متى ارادات دون قيد او شرط أو تأخير ، بل وصلت ببعضهم أن لا يتم تصدير أي من الاحتياجات المطلوبة إلا بعد الاكتفاء الذاتي أولا ، وكان للدول الغنية والصناعية نصيب الأسد في الحصول على اللقاحات في بداية الجائحة ، ودول كثيرة كانت حصتها لا تتناسب مع عدد السكان وظروفها الصحية والاقتصادية ، ولهذا يجب الاستفادة من تجربة كورونا والتعامل مع اعلان منظمة الصحة العالمية بجدية تامة ، وضرورة رفع درجات الاستعداد لمواجهة التحديات الخطيرة في التعامل مع احتمالية انتشار جدري القردة ( ام بوكس ) وحدوث متغيرات على الفيروس المسبب تجعله أكثر خطورة وشراسة وأسرع إنتشار ، والعمل الجاد على نشر التوعية والتثقيف الصحي المجتمعي ، وتوفير الخدمات التشخيصية والعلاجية واللقاحات لمجابهة جدري القردة وما يمكن أن يتزامن معه أو يعقبه من وبائيات تظهر هنا وهناك ببعض دول ألعالم ، وضرورة العمل على التطهير البيئي ورفع حالات الطوارئ في الصحة الحيوانيه وتلقيح جميع الحيوانات وتكثيف الكشف المبكر والدوري عليها ، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لها ، وضرورة التعاون مع دول الجوار ومراكز مكافحة الأمراض بها ، وتبادل المعلومات الصحية وحركة الانتقال بين الدول التي ينتشر فيها المرض ، وحماية المنافذ والحدود واجراء الكشوفات على حركة الهجرة الغير مشروعة والعمالة الوافدة وحركة المسافرين

، في مثل هذه الظروف يجب اليقظة والاستعداد الكامل بالكوادر المؤهلة والامكانيات اللازمة وتفعيل نظم الطوارئ الصحية ليسهل التعامل مع كل الظروف الصعبة ، ليستطيع النظام الصحي القيام بالخدمات الصحية الاستباقية والتنبؤية والوقائية والعلاجية للأمراض المعدية والاوبئة والأمراض المزمنة والمستعصية.

بالنظام الصحي القوي الفعال والمتماسك ، وبالتعاون الجاد الاقليمي والدولي ، وبدعم الدول التي تعاني من انتشار المرض لاحتوائه . ومطالبة العالم أجمع بالإنصاف والعدالة والمساواة لمجابهة المرض والقضاء عليه ..
حفظ الله بلادنا والعالم

 

شاهد أيضاً

برامج تدريبية مشتركة بين مركز ابحاث طب الأسنان وكلية طب الأسنان بجامعة مصراتة

ناقش مدير عام المركز الليبي لأبحاث طب الأسنان، الدكتور إبراهيم اعبيد العيان، مع عميد كلية …