اتفقت الأديان والأعراف والقيم الإنسانية النبيلة أن الطب عمل إنساني نبيل ، وأن الخدمات الصحية يجب أن تكون مكفولة لجميع الناس في جميع المناطق دون تمييز وبجودة عالية ، وان الدعاية والإعلان للترويج لطبيب أو عيادة أو معمل أو صيدلية أو مركز طبي أو مصحة أو مستشفى أو أي منتج طبي أو دوائي أو أي منتج صيدلاني كل ذلك مخالف لآداب وأخلاقيات المهنة الإنسانية الشريفة ، ومخالف لمعظم القوانين والأنظمة المعمول بها في الكثير من دول العالم.
وللأسف لوحظ أن الكثير من القنوات الفضائية ومنها الرسمية أو الممولة من الخزينة العامة ، أو الحاصلة على التراخيص والموافقات من الجهات الرسمية السيادية في الدولة تبت الدعايات والإعلانات الترويجية المنافية للمبادئ الإنسانية التي تتعارض مع تحويل الخدمات الصحية ومهنة الطب الى انشطة اقتصادية تسعى للربح ، ومخالفة للتشريعات والقوانين المنظمة لهذه المهنة ، والتي تحظر مثل هذه الأعمال الترويجية للتربح وزيادة الأرباح من خلال المواد الإعلانية والدعائية المظللة ، في الوقت الذي تمارس فيه كل تلك المرافق نفس الخدمات وتبيع نفس الأدوية وبنفس التسعيرة وكذلك كل باقي المرافق الصحية على أختلاف تخصصاتها ومهامها ،
والشئ المقزز والمنافي للدين والأخلاق والإنسانية هو تحويل المرضى لزبائن يتصارع علي جذبهم اسواق تجردت من الإنسانية وخالفت القوانين ، ولحماية المجتمع والمرضى وذويهم ونصرة للانسانية والادمية نرجوا من الجهات المختصة في الإعلام والصحة والرقابة منع بث تلك المواد الدعائية والاعلانية في القنوات التلفزيونية والاذاعية الليبية العامة والخاصة ، وبالصحف المحلية ، وعلى الجهات التشريعية والتنفيذية مراجعة التشريعات والقوانين المنظمة لمهنة الطب والخدمات الصحية ..
وضرورة وضع الضوابط الصحية للمواد الدعائية والإعلانية للسلع الاستهلاكية لحماية المجتمع من الأمراض وتعزيز الصحة العامة..
الأمراض ليست سلع والمرضى ليسوا زبائن تتجاذبهم الدعاية والاعلان..