د ابولقاسم صميدة
نحن كمسلمين قدوتنا رسول الله صل الله عليه وسلم ، فهو من يجب ان نمشى على خطاه وهداه ، ففى صلح ” الحديبية ” الذى كان بين مشركى وكفار قريش وبين رسول الله ومن معه من المؤمنين ، جعل الكفار ممثلهم فى بنود الصلح ” سهيل بن عمر ” كما تقول كتب التاريخ والرواية ، واختار المسلمون ” على ابن ابى طالب” كرم الله وجهه ، وبعد ذلك طلب رسول الله ان يتم كتابة كتاب بين الطرفين تحدد فيه بنود الصلح ، وقال نبينا العظيم إلى على رضى الله عنه : اكتب بعد (بإسمك اللهم) هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو فاعترض سهيل بن عمرو وقال :
والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولكن اكتب محمد بن عبدالله
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام لعلي :
( إمحها يا علي) واكتب محمد بن عبدالله
فقال علي رضي الله عنه : والله لا أمحوها أبداً
فقال صل الله عليه وسلم : هاتها يا علي ، فمحاها بيده الشريفة عليه الصلاة والسلام ،
( امحها يا علي ) يالها من كلمات خطيرة وعظيمة ونتج عنها كل الخير لأمة الاسلام ، وتحقق بها حقن الدماء والانتصار ،
( امحها يا علي )
خسارة لحظية لأجل مكسب طويل المدى
( امحها يا علي )
فتح بها نبيكم مكة و حفظ الأمة ، وحفظ الارواح والانفس .
( امحها يا علي )
تتطلب شجاعة المؤمن وحكمة الرجال
فهل يتسامح الليبيون ليبنوا بلدهم ويصنعوا السلام والمستقبل ويتأسوا بأخلاق النبى المتسامح عليه الصلاة والسلام ، فما احوجنا للتسامح وقبول الآخر واحترام البعض ، نحن فى أمس الحاجة للسلام والاستقرار والأمن ، وعلى المتخاصمين والفرقاء ان يصنعوا السلام والاتفاق ولو ببعض التنازل لصالح المستقبل ولصالح ليبيا .