منصة الصباح

دعوة لمساعدة المرضى

د/ابوالقاسم صميدة

يلجأ عدد غير قليل من المواطنين الليبيين للعلاج فى الخارج على نفقتهم الخاصة، وذلك لعدة أسباب تتعلق أساسًا بصعوبة المرض وعدم وجود علاج داخل ليبيا، ولأن بعض المرضى تكون حالتهم مستعجلة أو غير قادرين على الحصول على علاج على حساب الحكومة، لذا يضطر المواطن وأسرته لشراء العملة الصعبة من السوق الموازية (السوداء) كما يصفها البعض، ولأن الأسعار مرتفعة بشكل كبير فقد أصبح الأمر صعباً ولا يستطيع المواطن تحمله، مما وضع المواطن فى مأزق حرج.
ولأن الدولة عليها مسؤولية أخلاقية ووطنية تجاه مواطنيها، لذا نهيب بالمسؤولين فى مصرف ليبيا المركزى ووزارة الصحة أن يضعوا آلية لمساعدة المرضى على حسابهم الخاص بإحدى الطرق وهى :
إما تخصيص قيمة مالية للعلاج بسعر منخفض وفق ضوابط وقواعد لا يمكن استغلالها من المضاربين وتجار العملة، وإما عن طريق بيع العملة الصعبة للمرضى فى بلدان العلاج بسعر الصرف الذى يقره مصرف ليبيا المركزى.
ولأن ترك الأمر بدون تدخل من الحكومة سيتسبب فى مزيد من المعاناة والضرر على المواطن المريض فإننا نوجه هذه الدعوة للمسؤولين أصحاب الضمائر الوطنية والمشاعر الإنسانية للمساعدة فى تقليل معاناة الأسر الليبية التى لها حالات مرضية بالخارج، فالحكومات الرشيدة هى التى تهتم بمشاكل مواطنيها وتقدم الحلول للمشاكل وتساعد فى جعل الارتباط بالوطن «ليس شعارًا وكلامًا أجوف بلا معنى»، فالمواطن المريض سينظر إلى وطنه وهو يقدم له يد العون على أنه انتماء وارتباط قوي بحياته، وبالمقابل سينظر المواطن إلى وطنه حين يتجاهل مشاكله وظروفه، على أنه مجرد اسم فى وثيقة السفر بلا قيمة، وهذا ما يصنع الانفصام الوطني والارتباط الضعيف بين الوطن والمواطن، فالإنسان إذا لم يجد اهتماماً من مسؤولي بلاده ولا يجد حلولاً لمشاكله فإن الوطن يصبح لديه مجرد مكان ولادة وحياة ولا يختلف عن أي بلد، ومن هنا تظهر أهمية الوطن وقيمة الانتماء، وأذكر أن دولاً كثيرة تقوم بإرسال وفود وطائرات خاصة من أجل مساعدة مواطنيها حين تحدث أزمات سياسية أو كوارث طبيعية.
فهل تستجيب وزارة الصحة ومصرف ليبيا المركزي لحاجة المرضى الليبيين فى الخارج، أم أن الأمر لا يهم، مثلما يهم تلك الجهات إرضاء البعض أو إتمام بعض الصفقات المريبة والحوالات التى تعود طوبًا وحاويات فارغة وكراتين مواد فاسدة كما حدث مرات عدة وكما هو ثابت فى مكتب الادعاء العام؟.

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …