منصة الصباح

دعوة‭ ‬مُلحة‭ ‬لتقويم‭ ‬وتطوير‭ ‬آلية‭ ‬التعاقد‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ (‬1‭ /‬2‭ )‬

بقلم/ هيثم الدغري

تُعتبر‭ ‬التعاقدات‭ ‬الإدارية‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المشاريع‭ ‬حيث‭ ‬يساعد‭ ‬وجود‭ ‬آلية‭ ‬تعاقدية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أُسس‭ ‬سليمة‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬بالصورة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬فالهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬للتعاقدات‭ ‬الإدارية‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬القواعد‭ ‬التعاقدية‭ ‬وتقويم‭ ‬الأعمال‭ ‬المتعلقة‭ ‬بها‭ ‬وفقاً‭ ‬لهذه‭ ‬القواعد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬انجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬ضمن‭ ‬المُدة‭ ‬المُحددة‭ ‬والكُلفة‭ ‬المُقدرة‭ ‬والجودة‭ ‬المطلوبة‭ ‬والابتعاد‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬عن‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬التعاقد،‭ ‬وتخضع‭ ‬العلاقات‭ ‬التعاقدية‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬التعاقد‭ ‬إلى‭ ‬التشريعات‭ ‬النافذة‭ ‬والتي‭ ‬تُنظم‭ ‬الإجراءات‭ ‬وتحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الأطراف‭ ‬بعدالة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬منطق‭ ‬نظرية‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية‭ ‬وفقاً‭ ‬لرأي‭ ‬فقهاء‭ ‬القانون‭ ‬الإداري‭ ‬يقضى‭ ‬بضرورة‭ ‬التسليم‭ ‬بمركز‭ ‬مُتميز‭ ‬لجهة‭ ‬الإدارة‭ ‬المُتعاقدة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المُتعاقد‭ ‬معها‭ ‬تحقيقاً‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬فأنه‭ ‬يبقى‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الاعتراف‭ ‬للمُتعاقد‭ ‬بالحقوق‭ ‬والميزات‭ ‬التي‭ ‬تُقابل‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬المُتميز‭ ‬لجهة‭ ‬الإدارة‭ ‬ومراعاة‭ ‬جميع‭ ‬الاعتبارات‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬ومتطلباتها‭ ‬ومعرفة‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬والخلل‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬وأسبابه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحديد‭ ‬العلاج‭ ‬المُناسب‭ ‬لذلك‭.. ‬وتُحدد‭ ‬المرجعية‭ ‬القانونية‭ ‬للعلاقة‭ ‬التعاقدية‭ ‬آلية‭ ‬التعاقد‭ ‬الإداري‭ ‬وتسلسله‭ ‬الإجرائي‭ ‬والتزامات‭ ‬أطراف‭ ‬التعاقد‭ ‬والشروط‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬إتباعها‭ ‬عند‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تعاقُدية،‭ ‬ويقوم‭ ‬المشرع‭ ‬بتحديد‭ ‬آلية‭ ‬التعاقد‭ ‬الإداري‭ ‬وفق‭ ‬تشريعات‭ ‬تُنظم‭ ‬العملية‭ ‬التعاقدية‭ ‬تكون‭ ‬واجبة‭ ‬الإتباع‭ ‬ومُلزمة‭ ‬لكل‭ ‬أطرافها‭ ‬بشكل‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬المناسب‭ ‬بشأن‭ ‬اختيار‭ ‬نوع‭ ‬التعاقد‭ ‬وأسلوب‭ ‬التنفيذ‭ ‬والمُتعاقد‭ ‬الكُفء‭ ‬بصورة‭ ‬تضمن‭ ‬حقوق‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬وتُمكن‭ ‬من‭ ‬انجاز‭ ‬المشروع‭ ‬وفق‭ ‬المطلوب‭.‬
وتُنظم‭ ‬آلية‭ ‬التعاقد‭ ‬الإداري‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬وفقا‭ ‬لأحكام‭ ‬لائحة‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية‭ ‬التي‭ ‬فوض‭ ‬المُشرع‭ ‬الليبي‭ ‬اللجنة‭ ‬الشعبية‭ ‬العامة‭ ‬سابقاً‭ ‬بإصدارها،‭ ‬حيث‭ ‬صدرت‭ ‬اللائحة‭ ‬بقرار‭ ‬اللجنة‭ ‬الشعبية‭ ‬العامة‭ ‬سابقاً‭ ‬رقم‭ (‬563‭) ‬لسنة2007م‭ ‬بإصدار‭ ‬لائحة‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬لائحة‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬بقرارات‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الشعبية‭ ‬العامة‭ ‬سابقاً،‭ ‬منها‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ (‬926‭) ‬لسنة‭ ‬2007م‭ ‬بتعديل‭ ‬حكم‭ ‬بلائحة‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية،‭ ‬والقرار‭  ‬رقم‭ (‬588‭) ‬لسنة‭ ‬2010م‭ ‬بإضافة‭ ‬حكم‭ ‬للائحة‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية،‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬قامت‭ ‬سنة‭ ‬2015م‭ ‬بطباعة‭ ‬عدد‭ ‬خاص‭ ‬يتضمن‭ ‬قرار‭ ‬إصدار‭ ‬اللائحة‭ ‬مُرفق‭ ‬باللائحة،‭ ‬كما‭ ‬تضمن‭ ‬العدد‭ ‬الخاص‭ ‬قرار‭ ‬التعديل‭ ‬رقم‭ (‬926‭) ‬لسنة‭ ‬2007م‭ ‬،‭ ‬ولم‭ ‬يتضمن‭ ‬العدد‭ ‬الخاص‭ ‬قرار‭ ‬التعديل‭ ‬رقم‭ (‬588‭) ‬لسنة‭ ‬2010م‭.‬
وينص‭ ‬قرار‭ ‬إصدار‭ ‬اللائحة‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬رقم‭ (‬3‭) ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬العمل‭ ‬بنماذج‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية‭ ‬المُعتمدة‭ ‬بقرارات‭ ‬اللجنة‭ ‬الشعبية‭ ‬العامة‭ ‬سابقاً‭ ‬والمقصود‭ ‬بها‭ ‬القرارين‭ ‬رقم‭ (‬902‭) ‬لسنة‭ ‬1989م‭ ‬بشأن‭ ‬اعتماد‭ ‬نموذج‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية،‭ ‬والقرار‭ ‬رقم‭ (‬104‭) ‬لسنة‭ ‬1983م‭ ‬بشأن‭ ‬اعتماد‭ ‬نموذج‭ ‬عقد‭ ‬مقاولات‭ ‬الأشغال‭ ‬عامة‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬ما‭ ‬يُعدلها‭ ‬أو‭ ‬يُلغيها‭ ‬حتى‭ ‬تاريخ‭ ‬اليوم،‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬في‭ ‬نماذج‭ ‬العقود‭ ‬المُشار‭ ‬إليها‭ ‬مُخالفة‭ ‬ومُتعارضة‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬اللائحة‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تُستخدم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬تعاقدات‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬مع‭ ‬أدوات‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬مخالفة‭ ‬لما‭ ‬تنص‭ ‬المادة‭ ‬رقم‭ (‬3‭) ‬من‭ ‬قرار‭ ‬إصدار‭ ‬اللائحة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المُهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ورود‭ ‬مواد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية‭ ‬مخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬اللائحة‭ ‬ولنماذج‭ ‬العقود‭ ‬الإدارية‭ ‬المُعتمدة‭ ‬أيضا،‭ ‬ويمكن‭ ‬للجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬كهيئة‭ ‬الرقابة‭ ‬الإدارية‭ ‬و‭ ‬ديوان‭ ‬المحاسبة‭ ‬و‭ ‬إدارة‭ ‬المتابعة‭ ‬بمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬ذلك‭.. ‬كما‭ ‬تخضع‭ ‬آلية‭ ‬التعاقد‭ ‬الإداري‭ ‬لأحكام‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬19‭) ‬لسنة‭ ‬2013م‭ ‬في‭ ‬شان‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬ديوان‭ ‬المحاسبة‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬العام،‭ ‬وتعديلاته‭ ‬ولائحته‭ ‬التنفيذية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خضوع‭ ‬التعاقدات‭ ‬الإدارية‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الأخرى‭ ‬كالقانون‭ ‬المالي‭ ‬والتجاري‭ ‬والضرائب‭ ‬والدخل‭ ‬والتخطيط‭ ‬وغيرها‭..‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬ورغم‭ ‬التنوع‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬وحجم‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ورصد‭ ‬الميزانيات‭ ‬الضخمة‭ ‬لانجازها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشاكل‭ ‬وخلل‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬واستكمال‭ ‬العديد‭ ‬منهاإذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬جميعها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬لمسه‭ ‬بالملاحظة‭ ‬الشخصية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الإطلاع‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الرسمية‭ ‬كتقارير‭ ‬ديوان‭ ‬المحاسبة‭ ‬وهيئة‭ ‬الرقابة‭ ‬الإدارية،‭ ‬وعلى‭ ‬بعض‭ ‬المذكرات‭ ‬المُقدمة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بمختلف‭ ‬مُسمياته،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬القصور‭ ‬المرتبط‭ ‬بآلية‭ ‬التعاقد‭ ‬الحالية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سينعكس‭ ‬سلباً‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمراره‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬هدر‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬اكتمال‭ ‬المشروعات‭  ‬أو‭ ‬استكمالها‭ ‬بغير‭ ‬الطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬ويترك‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحاً‭ ‬لاستمرار‭ ‬عمليات‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬تقويم‭ ‬وتطوير‭ ‬الأساليب‭ ‬المُعتمدة‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬التعاقدات‭ ‬الإدارية‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسباباً‭ ‬مُوجبة‭ ‬ودافعة‭ ‬للمُضي‭ ‬في‭ ‬تبنّي‭ ‬عملية‭ ‬تقويم‭ ‬وتطوير‭ ‬آلية‭ ‬التعاقد‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬تغير‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬الدولة‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬سنة‭ ‬2011م‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬اثر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬التعاقدات‭ ‬الإدارية،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬وشكل‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬شهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬انقساماً‭ ‬حادً‭ ‬وانعدام‭ ‬للاستقرار‭ ‬وتدني‭ ‬للموارد‭ ‬وتشتت‭ ‬للمؤسسات‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬انقسام‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬والوحدات‭ ‬الإدارية‭ ‬إلى‭ ‬اثنين‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬توقف‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الخطة‭ ‬التنموية‭ ‬2008‭-‬2012‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬وان‭ ‬تعاقدات‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريعها‭ ‬والتي‭ ‬يزيد‭ ‬عدد‭ ‬عقودها‭ ‬عن‭ ‬22000‭ ‬عقد‭ ‬بقيمة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬142‭ ‬مليار،‭  ‬واوجد‭ ‬ذلك‭ ‬حالة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬بين‭ ‬طرفي‭ ‬التعاقد‭ – ‬الدولة‭ ‬وأدوات‭ ‬التنفيذ‭ ‬المُتعاقدة‭ ‬معها‭- ‬وأفرز‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬مُصطلحات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬تفعيل‭ ‬العقد‮»‬‭ ‬وغيرها،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬إيجاد‭ ‬تكييفات‭ ‬تشريعية‭ ‬مُوحدة‭ ‬للتعامل‭ ‬معها،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬فبراير‭ ‬2011م‭ ‬أو‭ ‬يوليو‭ ‬2014م‭ (‬أحداث‭ ‬المطار‭). ‬
هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬ولنسميها‭ (‬س‭) ‬أبرمت‭ ‬عقداً‭ ‬قيمته‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بملايين‭ ‬الدنانير‭ ‬مع‭ ‬أداوت‭ ‬تنفيذ‭ ‬سواء‭ ‬وطنية‭ ‬أو‭ ‬أجنبية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬في‭ ‬موقعين‭ ‬أحدهما‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬الغربية‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬الشرقية‭ ‬ولنُسمي‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬أدوات‭ ‬التنفيذ‭ (‬ص‭)‬،‭ ‬لنرى‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬الطرف‭ ‬الثاني‭ (‬ص‭) ‬مازال‭ ‬ذات‭ ‬الطرف‭ ‬ومن‭ ‬المُؤكد‭ ‬أنه‭ ‬زاد‭ ‬قوة‭ ‬وحنكة‭ ‬وخبرة‭ ‬بل‭ ‬ومقدرة‭ ‬مالية‭ ‬وفنية‭ ‬خاصة‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬دفعة‭ ‬مُقدمة‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬25‭% ‬من‭ ‬عقد‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬قيمته‭ ‬بعشرات‭ ‬الملايين‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬حتى‭ ‬1‭% ‬من‭ ‬أعماله‭ ‬ويكون‭ ‬استفاد‭  ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬وفوائده‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬هذا‭ ‬اذ‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬صلاحية‭ ‬خطابات‭ ‬الضمان‭ ‬لتلك‭ ‬الدُفعات‭ ‬وبالتالي‭ ‬يكون‭ ‬احتمالية‭ ‬خسارة‭ ‬الدولة‭ ‬للمبلغ‭ ‬قائمة‭.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …