بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
جارتنا في شمال المتوسط إيطاليا تضع ربع سكانها في الحجر الصحي ، بسبب انتشار فيروس كورونا، وفي وضع أشبه ما يكون بالإقامة الجبرية.
السعودية توقف الدراسة، بما في ذلك الدروس الدينية في الجوامع، وتجمعات حفظ القرآن الكريم والسبب كورونا.
المغرب وبعد تردد لم يدم طويلا تقرر منع الجمهور من حضور مباريات كرة القدم والوقاية من کورونا خير من الموت.
مصر الغموض حول انتشار كورونا لا يمنع انتشار الخوف من الفيروس رغم ارتفاع معدل التوتر بسبب سد النهضة، وبيان اثيوبيا الذي يقول للقاهرة “أعلى ما في خيلك أركبيه”.
ظهور فيروس كورونا في قرابة مئة دولة في العالم ، وحالة من الهلع ، وخسائر اقتصادية تقدر بأكثر من دخل ليبيا من النفط لمئتي عام بأسعار شهر يناير.
ولكن إذا أخذنا أرقام الوفيات حول العالم في شهري يناير وفبراير من هذا العام سنكتشف حقائق أخرى.
فعدد الذين ماتوا بسبب كورونا لم يصل إلى 2400متوفي.
بينما لو أخذنا عدد الذين ماتوا انتحارا سوف نجد رقماً يتخطى 150 ألفا.
أما الذين ماتوا في حوادث الطرقات فالرقم يلامس 150 ألف ميت.
ونضف إلى ذلك مليونا إلا ربع المليون ماتوا بسبب التدخين وأكثر من نصف مليون بسبب الملاريا، وأكثر من مليون بسبب الأورام الخبيثة .
والغريب أن الذين ماتوا جراء نزلات برد عادية، ضعف الذين ماتوا بكورونا ثلاثة أضعاف.
وتقول الأرقام أيضا بأن ربع مليون ماتوا بسبب الإيدز و350 ألف بسبب الكحول.
هذا لا يعني أن نضع أقدامنا في الماء البارد بل نضع عقولنا في رؤوسنا ونفكر كيف يقلب فيروس لا يمكن رؤيته بالمجهر العادي العالم ( فوق تحت).
إنه درس مهم فالذي يصنع القنابل الهيدروجينية يمكن أن يموت بفيروس أقل من أصغر حشرة.