محمود طوير
قبل أن نسمح لأطفالنا بإختيار ألعابهم الإلكترونية ، لزم علينا أن ندرك معنى تلك الألعاب و نتائجها ، وماذا يترتب عن اللعب بها ؟ ومع انتشار مخاطر ألعاب العنف والإثارة في الاجهزة الذكية فإنها تؤثر على عقول الأطفال وحواسهم لذلك يجب الانتباه لانها تؤثر في الادراك الحسي والعقلي للأطفال فحسب و إنما تسبب في خمول لحواس الطفل وتأذي أعضائه ، ونسبة عالية من الأهل يبدون قلقاً بشأن المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم أثناء اللعب ، و كما تثبت بعض الدراسات حاجة الطفل للعب والألعاب الحركية والذهنية التي يستخدم فيها حواسه وعقله ، الا اننا نشير لمتابعة و مراقبة الأطفال في اختيار ألعابهم ومنها الإلكترونية على وجه التحديد.
وما أن نقوم بالبحث قليلاً عن خطر الألعاب الالكترونية حتى نجد المئات من المقالات والإثباتات العلمية تأكد على خطرها حتى تم التوصل لتسميتها بـ “المتعة القاتلة “.
وأظهرت دراسة إسبانية أن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو لأكثر من تسع ساعات أسبوعياً تشكل خطراً عليهم.
ربما تبدو الألعاب الذهنية بسيطة في الشكل الاّ أنها تحمل في طياتها الكثير من التعلم والذكاء وتنشيط دماغ الأطفال وابداعا في التصميم ، مع الاشارة لمخاطر حقيقة في البغض منها.
وبالرغم من أن الغرض من الالعاب هذه كان الترفيه والتسلية، الا أن الافراط فيها وصل إلى حالات الادمان والتي توصل إلى الموت .
و في تقرير لمنظمة الصحة العالمية صنفت الاضطرابات الناتجة عن الافراط في ممارسة الالعاب إلى نوع جديد من الادمان اسمه ( ادمان الالعاب الالكترونية ) ، وادرجته ضمن الاضطرابات النفسية ووضعت له تعريفا و هو :
“ نمط من سلوكيات اللعب ( اللعب بالألعاب الرقمية أو اللعب بألعاب الفيديو ) التي تتميز بضعف التحكم في ممارسة اللعب، وزيادة الأولوية التي تُعطى للعب على حساب الأنشطة الأخرى إلى حد يجعله يتصدر سائر الاهتمامات والأنشطة اليومية، ومواصلة ممارسة اللعب أو زيادة ممارسته برغم ما يخلّفه من عواقب سلبية.
وذكرت أن مخاطر الالعاب الإلكترونية الذكية كثيرة جدا منها الاجتماعي والبدني والسلوكي والامني مثل الانطوائية والاكتئاب واضطرابات النوم وزيادة فرصة الاصابة بأمراض كثيرة منها السكتة القلبية او الدماغية بسبب ارتفاع نسبة الادرينالين في الجسم ، أو الاصابة بالعمى الجزئي أو الكلي بسبب ضغط العين أو انفجار الشبكية و ينتج عن ذلك تأثير في القوة الحركية و العضلية وغيرها من الامراض الخطرة والمميتة ، مع الأخذ في الاعتبار ان مستعملي هذه الألعاب اغلبهم أطفال .
وعلى هذا الأساس اغلب الدول أعلنت الحرب على الالعاب الإلكترونية ومن ضمنهم الصين و تعتبر أكبر أسواق الألعاب في العالم ومسؤولة تقريبا عن ربع الدخل السنوي لصناعة الألعاب حول العالم .
أما عن ليبيا والعالم العربي نشهد لعبة ذكية إلكترونية أخذت عقول الأطفال والشباب ويطلق عليها “ بوبدجي” وهي اثارة لحروب إلكترونية تزرع في نفس اللاعب روح منافسة قتالية شرسة يستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة بطرق إلكترونية ، تولد له الرغبة في الانتقام جرا منافسة قتالية بغية الفوز على خصم في عالم افتراضي ، مع أخذ الزمن والوقت في الاعتبار اثناء ممارسة اللعبة ؛ الا ان اللاعب يشعر بقلق و تؤثر و يضع كل حواسه داخل منافسة شاشة صغيرة إلكترونية ، قد تكون سبباً في نهايته.