منصة الصباح

خبير لـ  نوفا  إغلاق خط أنابيب الغاز  غرين ستريم  سيكون مشكلة لليبيا وليس لإيطاليا

الصباح ــ نوفا

اعتبرت وكالة الانباء الايطالية نوفا أن احتمال إغلاق خط الأنابيب جرين ستريم الذي ينقل الغاز الليبي إلى إيطاليا، تثير قلق المستهلكين الليبيين أكثر من المستهلكين الإيطاليين. وعددت الوكالة سببين ، الأول ذو طبيعة اقتصادية، حيث إن ما يقرب من 80 في المائة من الغاز الذي تستخرجه شركة إيني في ليبيا مخصص للاستخدام والاستهلاك في السوق الداخلية الليبية، في حين يتم تصدير جزء قليل فقط إلى إيطاليا عبر خطوط الأنابيب التي تعبر قاع البحر الأبيض المتوسط وتصل إلى جيلا في صقلية، مع تأثير ضئيل على الطلب على الغاز الوطني. وهو ماعتبرته الوكالة لا يشكل حجما ويمكن  لايطاليا  الاستغناء عنه  ،و السبب الثاني ذو طبيعة سياسية، فإغلاق حقول وآبار النفط حدث متكرر منذ سقوط النظام السابق ، حسب الوكالة والتى تحدثت الى  ليوناردو بيلودي، الأستاذ المساعد في كلية لويس للأعمال ومؤلف كتاب “ظل القذافي.. المال والإرهاب والنفط”.والذي قال للوكالة  “كان هناك انخفاض في التدفقات من ليبيا لبعض الوقت وهذا يرجع إلى حقيقة أن الغالبية العظمى من الإنتاج الليبي يستهدف الاستهلاك المحلي. ولهذا السبب لم تؤد الأحداث الأخيرة في ليبيا إلى أحداث كارثية فيما يتعلق بواردات الغاز في إيطاليا”، في إشارة إلى إغلاق صمامات الغاز المتجهة إلى إيطاليا لعدة ساعات والذي حدث أمس في ليبيا من قبل حرس المنشآت النفطية. وبحسب جداول إدارة الطاقة بوزارة البيئة وموارد الطاقة، استوردت إيطاليا 2,522 مليار متر مكعب من الغاز من ليبيا عام 2023، بانخفاض 3,7 بالمئة مقارنة بالعام السابق. وأثر الغاز الليبي على الاستهلاك المحلي الإجمالي الإيطالي بنسبة 4,17 بالمئة أي ما يعادل 61,520 مليار متر مكعب. وللمقارنة، فإن الجزائر تمثل 37,35 في المائة من الطلب على الغاز في إيطاليا: حتى اليوم، مقابل كل متر مكعب مستورد من ليبيا، يصل ما يقرب من عشرة متر مكعب من الجزائر. ويضيف: “بالطبع، من الواضح أنه يجب علينا أن نضع في اعتبارنا دائمًا أن أمن الإمدادات يعتمد على الدول المضطربة مثل ليبيا أولاً وقبل كل شيء، ولكن أيضًا على الجزائر ومصر”.

وبحسب الوكالة فقد  حلت الجزائر محل روسيا في دور المورد الرئيسي للغاز لإيطاليا واعتبرت الوكالة انه ومع ذلك لا يوجد مصدر إمداد آمن بنسبة 100 بالمائة. ووصفت الوكالة الجزائر بمثابة طنجرة الضغط. و لديها انفجار سكاني هائل. يستهلك شباب اليوم أكثر بكثير مما كانوا عليه قبل 20 عامًا. وهذا يعني أن هناك استهلاكًا داخليًا كبيرًا جدًا مقارنة بالسنوات السابقة”، وعادت الوكالة لتنقل من حديث بيلودي قوله” يمكن تطبيق نفس الحجة على مصر، التي اضطرت إلى تعليق صادرات الغاز الطبيعي المسال بسبب الأزمة الاقتصادية الداخلية واندلاع الحرب في قطاع غزة “النقطة المهمة هي أن إيطاليا ليست دولة ذات سيادة من وجهة نظر الطاقة”، يضيف الخبير، الذي سألته “نوفا” أيضًا بشأن أزمة البحر الأحمر الحالية. “إنه له تأثير، ولكن ليس لدينا نقص في النفط أو الغاز. هناك مشكلة تتعلق بالأسعار، والتي ترجع في الغالب إلى حقيقة أنه يتعين عليك السفر لمسافة تزيد عن 4 كيلومتر. ويضيف: “توقع العديد من المراقبين حدوث صدمات، لكن في الوقت الحالي لم تحدث أي صدمات”.

وعلقت الوكالة بأن ليبيا رغم  عضويتها في منظمة أوبك النفطية، في لا تمثل إلا واحد في المائة من النفط في العالم. ولكنها قالت ان الخام الليبي  يتمتع  بخصائص  مثل الغياب شبه الكامل للكبريت  تجعله جذابا للغاية للتكرير، لكن حتى فيما يتعلق بالغاز، فاعتبرت الوكالة أن إيطاليا لا تعتمد على الإطلاق على ليبيا، بل على العكس من ذلك. وتابعت الوكالة نقل حديث بيلودي الذي قال “أرى ليبيا كقضية سياسية، وليست اقتصادية. في الواقع، تمتلك الأراضي الليبية أكبر احتياطي نفطي في القارة الأفريقية بأكملها: وبالتالي فهي دولة غنية جدًا من الناحية النظرية. ومع ذلك، فإن الانقسامات السياسية تجعل البلاد غير مستقرة.

شاهد أيضاً

الخارجية تناقش تسهيل إجراءات تأشيرات الولايات المتحدة

ناقش مدير إدارة شؤون الأمريكتين بوزارة الخارجية أبوبكر أحمد بن سعود، سُبل تعزيز العلاقات الثنائية …