د ابوالقاسم عمر اصميدة
وهكذا يرتد المكر على صانعيه ، فالمأساة الفلسطينية هى صناعة اوربية مائة فى المائة ، من وعد بلفور الى محارق هتلر والتهجير الجماعى واقتلاع شعب فلسطين من أرضه والإتيان بشعب آخر لإقامة أرض الميعاد ، الى اعتراف امريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل ، ولكن الله يمهل ولا يهمل ، فقد انقلب السحر على الساحر والمكر على أصحابة ، وهذه المرة صار الأمر كارثى وفى صميم المعتقد المسيحى الاوروبي صانع المأساة ، فقد ضربته اسرائيل فى مقتل ، فإسرائيل تريد هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء ( هيكل سليمان ) المزعوم ، وهذا أمر خطير جداً على الديانة المسيحية ، فقد جاء فى الأناجيل ان المسيح عليه السلام أخبر بأنه لن يتم اعادة بناء الهيكل ابداً ، ففى انجيل ( متّى ) الاصحاح 24 العدد 2 قال المسيح عليه السلام ( الحق اقول لكم انه لا يُترك ههنا حجر على حجر إلا وينقض ) أى يزول ، وجاء أيضاً فى انجيل ( مرقس ) الاصحاح 13 العدد2 ان المسيح قال لتلاميذه وهو يُشير الى هيكل سليمان : ان هذه الأبنية لا تُترك حجر على حجر وستزول ، وفى انجيل ( لوقا ) الاصحاح 21 العدد6 قال المسيح لمن حوله : هذه المبانى وهو يقصد المعبد ستأتى أيام لا يُترك فيها حجر على حجر لا ينقض ، ونبوءة المسيح بزوال ( معبد بنى اسرائيل ) وعدم بناءه مجدداً إذا ما قامت اسرائيل بالعمل عكسها واعادة بناء الهيكل فإن ذلك سيجعل الأناجيل ليست صادقة فى نبوآتها ، ويجعل كلام المسيح عليه السلام فى الأناجيل المقدسة بلا مصداقية ويترك شكوك حول المسيحية برمتها ويزعزع المؤمنين بها ، من هنا نرى صراخ الأوربيين وتمسكهم بعدم ضم القدس الشرقية وبإحترام مقدسات المسلمين وبيت المقدس وهى كلمة حق يُراد بها أمر آخر وهو الحفاظ على مصداقية الأناجيل ، فهل يلتقط العرب والفلسطينيين كلمة الحق هذه لكى يلتقوا برغبة الاوربيين فى عدم تسفيه الانجيل والوقوف فى وجه مخطط اسرائيل فى ضم بقية أجزاء الضفة الغربية وما تبقى من فلسطين التاريخية ، أم ان العرب سيتركون مصير بلدانهم للأقدار كما جرت العادة ؟