منصة الصباح

بروفايل الصباح| حميدة الخوجة.. قصة فنانة ليبية قديرة تُروَى بفخر

مع الخمسينيات والستينيات، دخلت عالَم الفن عبر المسرح ثم الدراما والأفلام، بدأت بهدوء مع حضور ومشاركات تخطّت الجغرافيا الليبية.

حميدة الخوجة، مَن لا يعرفها لا يعرف شيئًا عن تاريخ الفن في ليبيا، من لا يعرفها؟ لا يعرف كيف كانت بدايات الفتاة الليبية التي عشِقت المسرح والفنّ؟ الذي أعطاها قُدرة على المواجهة والتحدي. هذا الفنّ الذي بدأ معها الحكايات التي لن تُنسى، ومنها في مسرح الودان مع مسرحية “كلام بيني وبينك” العام 1961.

فنانة قديرة واسم نفتخر بهِ بين الأسماء الفنية الكبيرة عربيًا. على الرغم من لعنة النسيان والتجاهل الرسميّ لهذا الاسم، إلا أن كل هذا لم يُلغي حضورها معنا، حتى في آخر أيامها، قبل أن تودّعنا.

ولأننا في عصرٍ جديد، تعزوه المنصات الرقمية والفضائيات التي لا تهدأ في إنتاج الأعمال الدرامية، قررنا أن نُعلّم الأجيال الجديدة بأن الفنّ في ليبيا لها تاريخ عريق، لهُ محاولات وأعمال ومشاركات دولية، نالت إعجاب الكثيرين في الخارج. وحميدة الخوجة جزء أصيل من هذا التاريخ الفني الذي سيكون له مكانةً مرموقة يومًا ما، حين نصل إلى مرحلة الاقتناع بأن الفنّ الليبي حارس نبيل للهوية لمفردات “لهجتنا” و”ثقافتنا”.

للفنانة القديرة، أعمال كثيرة، منها “فيلم الطريق” العام 1973 والفيلم المعروف “معركة تاقرفت” العام 1979، وشاركت بهِ حميدة الخوجة في مهرجان كان السينمائي في فرنسا. إضافة إلى عملٍ مميز، مسلسل “الهاربة” مع بداية الثمانينيات، وكان بداية نجوميتها التلفزيونية، عبر هذا العمل، وبعدها واصلت العطاء بإخلاص واجتهاد في أعمال فنية متنوعة. ومن أبرز وآخر أعمالها الدرامية مسلسل “الكنّة” 1998.

وبعيدًا عن الفنّ، هي رمز من رموزنا النسوية في ليبيا، واختارت طريق الفن والمسرح في وقتٍ كانت البنت الليبية من الصعب أن تشق طريقها في هذا المسار، نظرًا لاعتبارات اجتماعية كانت ترى في ظهور المرأة في الأعمال الفنية، أمر غير عادي وغير مألوف.

وما بين العام 1955 الذي وُلدت فيه، وهذا العام 2025 مسيرة حافلة تنوعت حقولها بين المسرح والدراما والسينما، مسيرة كانت فيه حميدة الخوجة، وفيةً لمهنتها عاشقةً للمدينة القديمة بطرابلس التي عاشت فيها فترة طويلة، ومخلصة لبلدها ليبيا، التي من المفترض أن تذكرها وتحفظ اسمها في الذاكرة، لأجل الأجيال الجديدة التي يجب أن تعرف أن يومًا ما، كانت لدينا فنانة ليبية قديرة دخلت بيوتنا وشاركتنا ذكرياتنا، وبعدها غادرتنا، وبقت أعمالها تحكي القصة كاملةً.

حمزة جبودة

شاهد أيضاً

د.علي المبروك أبوقرين

المثلث القاتل للنظام الصحي

 د.علي المبروك أبوقرين في ظل الواقع الليبي الراهن والظروف الاجتماعية والاقتصادية ، والنسيج المجتمعي الهش …