طارق بريدعة
شهد عام 2025، زخماً ملحوظاً في أداء حكومة الوحدة الوطنية، من خلال إطلاق وتنفيذ حزمة واسعة من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية التي مست قطاعات حيوية، شملت التحول الرقمي، والبنية التحتية، والطاقة، والتعليم، والصحة، والشباب، والاقتصاد، والخدمات، في إطار توجه حكومي معلن لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة، كما شهد تحديات في ملفات اقتصادية وإنسانية عديدة نرصدها في التقرير التالي:-
التحول الرقمي وبناء الدولة الحديثة
اعتمد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، المهندس عبد الحميد الدبيبة، الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي الحكومي، كخطوة مفصلية نحو بناء حكومة رقمية متكاملة، واقتصاد رقمي تنافسي، ومجتمع رقمي شامل، وبيئة رقمية آمنة.
وتضمنت الاستراتيجية تطوير الإطار التشريعي، وتعزيز القدرات الرقمية، وحوكمة البيانات، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب إطلاق سياسة النفاذية الرقمية لتمكين ذوي الإعاقة من الوصول إلى الخدمات الحكومية وفق المعايير الدولية.
المشاريع التنموية والبنية التحتية
_استعراض وإطلاق 52 مشروعاً تنموياً جديداً خلال 2025، منها 43 مشروعاً جاهزاً للافتتاح و9 مشاريع قيد الإطلاق.
_متابعة 67 مشروعاً ومبادرة استراتيجية، أُنجز منها 8، مع خطط لافتتاح 10 مشاريع قبل نهاية العام، ووجود 29 مشروعاً قيد التنفيذ.
_توقيع وتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الطريق الساحلي السريع امساعد – رأس اجدير بتمويل إيطالي مباشر، بعد تعثر دام أكثر من 15 عاماً.
_تواصل أعمال الطرق الحيوية، من بينها طريق أوباري – غات، وتحسين الربط بين المدن والمناطق.
قطاع النفط والطاقة
_تحقيق اكتشافات نفطية وتجارية جديدة في 2025 باحتياطيات تجاوزت 120 مليون برميل نفط و47 مليار قدم مكعب غاز.
_استئناف شركة سوناطراك الجزائرية نشاطها الاستكشافي في حوض غدامس بعد توقف دام أكثر من عقد.
_تسجيل إنتاج أولي مرتفع لبعض الآبار، في خطوة تعزز خطط رفع القدرة الإنتاجية الوطنية.
رابعاً التعليم وبناء القدرات
_افتتاح وتنفيذ عشرات المدارس الجديدة ضمن خطة عودة الحياة في مصراته، ترهونة، الزاوية الجنوب، صبراتة، وبلديات أخرى.
_إدراج 11 جامعة ليبية ضمن تصنيف QS للجامعات العربية لعام 2026، في مؤشر على تحسن جودة التعليم العالي.
_اختتام المرحلة الأولى من مشروع وطني لتطوير القيادات المدرسية، شمل 400 مدير مدرسة، مع خطة لتدريب أكثر من 10 آلاف مدير ومساعد.
الصحة والخدمات الاجتماعية
_تطوير أقسام الطوارئ وحديثي الولادة في مستشفيات طرابلس، ورفع الطاقة الاستيعابية بأحدث التجهيزات.
_تحديث الخدمات التشخيصية بالمستشفيات عبر أجهزة مخبرية متطورة.
_عودة دفعات جديدة من أطفال التوحد من الخارج، ضمن خطة توطين العلاج داخل ليبيا.
_دعم شبكات المياه وصيانة المضخات في عدة مناطق بقرارات رسمية من مجلس الوزراء.
الشباب والثقافة
_افتتاح مراكز شبابية متكاملة، من بينها مركز رعاية وتنمية شباب بني وليد.
_اختتام ملتقيات إعلامية وثقافية كبرى، ودعم الحراك الإعلامي الوطني.
_افتتاح المتحف الوطني الليبي بحضور دبلوماسي وشعبي واسع، وشخصيات ثقافية وأكاديمية.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، أن المتحف يمثل ذاكرة وطن كامل وسجل يروي تاريخ ليبيا من العصور القديمة حتى العصر الحديث، ويعكس الهوية الوطنية للمواطنين.
_شمل العرض الاحتفالي محطات متتابعة: فجر الحضارة وما قبل التاريخ، القبائل الأمازيغية، العصور الكلاسيكية، العهد الإسلامي، العصر القرمانلي، وكفاح الاستقلال، بالإضافة إلى التاريخ الطبيعي والثقافة والتقاليد ومحور المستقبل.
_شارك في العرض الموسيقي فرقة ORCHESTRA ITALIANA DEL CINEMA، وأشرف على التنفيذ الفني والإبداعي فريق ليبي بالتعاون مع شركات محلية وأجنبية.
الاقتصاد والنقل والعلاقات الدولية
_استئناف رحلات الخطوط الجوية التركية إلى مطار مصراته بعد توقف 10 سنوات.
_توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية مشتركة مع تركيا (JETCO).
_إعادة تأهيل وتشغيل منشآت فندقية كبرى مثل برج الحياة والفندق الكبير بطرابلس، دعماً للسياحة والأعمال.
ثامناً البيئة والتنمية المستدامة
_إطلاق البرنامج التنفيذي لمبادرة “خضار ليبيا” لزراعة 100 مليون شجرة، كأكبر مشروع تشجير وطني، بدأ مرحلياً من مدينة ترهونة.
الحوكمة والخدمات المالية
_إطلاق خدمات مصرفية رقمية مثل “راتبك لحظي” لتحسين الشفافية.
_قرارات بزيادة مرتبات قطاع العدل والهيئات القضائية اعتباراً من 2026.
_دعم البرنامج التنموي الموحد لتوجيه الموارد نحو الاستثمار المنتج.
وبخصوص التحديات السياسية والاقتصادية والمؤسسية فقد جاءت كالتالي في نقاط محددة:
_الانقسام السياسي وتعدد الأجسام التنفيذية والتشريعية، ما أضعف شرعية القرار وعرقل تنفيذ السياسات العامة.
_غياب الاستقرار الدستوري وتأخر الاستحقاقات الانتخابية، ما أبقى البلاد في حالة انتقالية مفتوحة.
_ضعف المؤسسات الرقابية وتداخل الصلاحيات بين الجهات الرسمية.
_تراجع ثقة المواطن في الدولة نتيجة عدم استمرارية السياسات وتضارب القرارات.
التحديات الأمنية والعسكرية
_انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة ووجود تشكيلات مسلحة متعددة.
_ضعف توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية.
_الجريمة المنظمة والتهريب (الوقود، البشر، المخدرات).
_الهجرة غير النظامية وما تفرضه من أعباء أمنية وإنسانية.
التحديات الاقتصادية والمالية
_الاعتماد شبه الكلي على النفط كمصدر وحيد للإيرادات.
_تذبذب إنتاج وتصدير النفط بسبب الإغلاقات والصراعات.
_تضخم الإنفاق العام خصوصًا بند المرتبات والدعم.
_انقسام السياسات المالية والنقدية وتأثيره على سعر الصرف والسيولة.
_ضعف القطاع الخاص وغياب بيئة استثمارية آمنة.
_الفساد المالي والإداري واستنزاف الموارد العامة.
التحديات الخدمية والبنية التحتية
_تردي خدمات الكهرباء والمياه والانقطاعات المتكررة.
_تهالك شبكات الطرق والمطارات والموانئ.
_نقص مشاريع الصيانة والتحديث بعد سنوات من الإهمال.
_ضعف التخطيط العمراني وانتشار البناء العشوائي.
التحديات الصحية
_تدهور البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية.
_نقص الكوادر الطبية والتجهيزات والأدوية.
_الاعتماد المفرط على العلاج بالخارج.
_ضعف منظومة الطوارئ والاستجابة للأوبئة والكوارث.
التحديات التعليمية
_تراجع جودة التعليم الأساسي والجامعي.
_تقادم المناهج وعدم مواكبتها لسوق العمل.
_ضعف البحث العلمي والتدريب التقني.
هجرة الكفاءات الأكاديمية.
_عدم توفر الكتاب المدرسي
التحديات الاجتماعية
_ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب.
_الفقر وتآكل القدرة الشرائية.
_النزوح الداخلي وتأثيره على النسيج الاجتماعي.
_انتشار بعض الظواهر السلبية مثل المخدرات والجريمة.
_تراجع دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
التحديات البيئية
_شح المياه واستنزاف المياه الجوفية.
_التصحر وزحف الرمال.
_تلوث الهواء والبحر خاصة في المناطق الساحلية.
_ضعف إدارة النفايات والمخلفات الطبية والصناعية.
التحديات الإعلامية والاتصالية
_غياب إعلام وطني موحد.
_تسييس الإعلام وانتشار خطاب الكراهية.
_ضعف الوصول إلى المعلومة الرسمية.
_انتشار الشائعات والمعلومات المضللة.
التحديات الإدارية والحوكمة
_البيروقراطية وتعقيد الإجراءات.
_ضعف التحول الرقمي.
_نقص الكفاءات الإدارية المؤهلة.
_محدودية الشفافية والمساءلة.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية