منصة الصباح

حكاية أغنية

كتب / الفرجاني النايلي

ارتبط اسم الفنان الليبي، محمد حسن، بواحدة من أشهر الأزمات التي اندلعت بين عبد الحليم حافظ، والشاعر نزار قباني .. وكان «حسن» رحل عن الحياة ، عن عمر يناهز 73عاما .

تعود الأزمة إلى قصائد كتبها قباني، بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، ومن بينها قصيدة «الهرم الرابع»: «السيد نام.. كيف أصدق أن الهرم الرابع مات، التي أبكت كلماتها العندليب فور سماعها من قباني»، وعمقت حزنه على رحيل “ناصر”.. واتفق حليم مع “قباني” على غناء القصيدة التي لحنها محمد الموجي، وخلال سفره إلى لندن بسبب ظروف مرضه، استطاع القذافي في إقناع «قباني»، بالموافقة على منح الأغنية للملحن والمطرب الليبي محمد حسن، الذي سارع بتلحينها وغنائها لمواكبة أحزان الأمة العربية على ناصر، الأمر الذي خلق حالة من التوتر بين العندليب و “نزار”.

 

يذكر أن محمد حسن من أشهر المطربين في ليبيا، ولد في مدينة الخمس، شرق طرابلس عام 1944، وبدأ مسيرته الفنية في مطلع السبعينات بأغنية «من طبرق طير يا حمام»، ثم لحن وأدى العديد من الأغاني، واشتهر بدعمه للون الشعبي الليبي، وتغنى بألحانه العديد من الفنانين العرب، منهم وردة الجزائرية، وذكرى ، وغادة رجب، ولطيفة.

     

الهَرَمُ الـرَابِــعْ    

السيّدُ نامْ

السيّدُ نام

السيّدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ

من إحدى الغزواتْ

السيّدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي..

في حُضنِ الغاباتْ

السيّدُ نامَ..

وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ

 ماتْ؟

القائدُ لم يذهبْ أبداً

بل دخلَ الغرفةَ كي يرتاحْ

وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ..

كما يصحو عطرُ التفاحْ..

الخبزُ سيأكلهُ معنا..

وسيشربُ قهوتهُ معنا..

ونقولُ لهُ..

ويقولُ لنا..

القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ..

فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..

يا مَن تبكونَ على ناصرْ..

السيّدُ كانَ صديقَ الشمس..

فكفّوا عن سكبِ العبراتْ..

السيّد ما زالَ هُنا..

يتمشّى فوقَ جسورِ النيلِ..

ويجلسُ في ظلِّ النخلاتْ..

ويزورُ الجيزةَ عندَ الفجرِ..

ليلثمَ حجرَ الأهراماتْ.

يسألُ عن مصرَ.. ومَن في مصرَ..

ويسقي أزهارَ الشرفاتْ..

ويصلّي الجمعةَ والعيدينِ..

ويقضي للناسِ الحاجاتْ

ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..

في طميِ النيلِ، وزهرِ القطنِ..

وفي أطواقِ الفلاحاتْ..

في فرحِ الشعبِ..

وحزنِ الشعب..

وفي الأمثالِ وفي الكلماتْ

ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..

من قالَ الهرمُ الرابعُ ماتْ؟

يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى عبدُ الناصرْ؟

يا مَن يتساءلُ:

هلْ يأتي عبدُ الناصرْ..

السيّدُ موجودٌ فينا..

موجودٌ في أرغفةِ الخُبزِ..

وفي أزهارِ أوانينا..

مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ،

وفوقَ رمالِ شواطينا..

موجودٌ في أوراقِ المصحفِ

في صلواتِ مُصلّينا..

موجودٌ في كلماتِ الحبِّ..

وفي أصواتِ مُغنّينا..

موجودٌ في عرقِ العمّالِ..

وفي أسوانَ.. وفي سينا..

مكتوبٌ فوقَ بنادقنا..

مكتوبٌ فوقَ تحدينا..

السيّدُ نامَ.. وإن رجعتْ

أسرابُ الطيرِ.. سيأتينا..

نزار قبـاني     

شاهد أيضاً

القوى العاملة والصحة

  د.علي المبروك ابوقرين بمناسبة عيد العمال من أهم ما يحتاجه العاملين هو البيئة الصحية …