م. أحمد علي الكردي
الاختيار أمر طبيعي وقد يكون فطري لدي الإنسان ويحاول دائما أن يختار الأفضل من حيث الجودة والسعر من بين الأصناف المعروضة وقد يكون الاختيار حتى في الصنف الواحد فعند شرائك لفاكهة معينه دائما تحاول اختيار أفضل المتاح منها.
لذا كان من أهم حقوق المستهلك حق الاختيار ويقصد به تمتع المستهلك بحق الاختيار والمفاضلة بين مجموعه من الأصناف والمنتجات التي يحتاجها وعدم إجباره على شراء ما لا يرغب فيه، وعلى أن تكون عملية الشراء في ظروف تنافسية عادلة تنسجم مع دخله ولا يكون المستهلك تحت سيطرة السوق والمحتكرين والمضاربين في السلع والخدمات . ويجب على الدولة والجهات ذات العلاقة إيجاد المناخ والظروف المناسبة لإقامة سوق تبادلي لا يكون رهينة لفئة معينة من البائعين والتجار والسماسرة أو أن يكون محتكراً من مجموعة أو مؤسسة أو شركة أو حتى دولة واحدة، بل منظماً أولاً ومفتوحاً ومقيداً فيه العرض والسعر وفق الضوابط والمعايير التي تحددها الدولة الراعية للسوق .
وحتى يكون للمستهلك حق التمتع بهذا الحق يجب أن يكون هناك مجالاً واسعاً للاختيار بين الأصناف والمنتجات المعروضة ، وهذا الاختيار هو الدافع القوى للمصنع أو المنتج إلى الإبداع وتطوير وتحسين جودة السلعة التي يقوم بإنتاجها بشكل مستمر حتى يضمن البقاء ، يكون له مكان في السوق وإلا سوف يختفي من السوق وتحل محله علامات تجارية جديدة يحبذها المستهلك.
على المستهلك أن يدقق جيدا عند الاختيار في البيانات والمعلومات المكتوبة على الصنف الذي يرغب في شرائه حتى لا يكون ضحية للغش التجاري ، فيجب أن يتأكد من صفة البائع هل هو موزع معتمد أو وكيل تجاري؟ وأن يعاين السلعة خارجيا وداخليا إن أمكن ويتعرف على رمز الدولة المصنعة وعنوان وبيانات الشركة المنتجة وهل يوجد رقم هاتف خدمات ما بعد البيع أو للاستفسار وتقديم الشكوى من الزبائن؟ ، فكل المصنعين المحترفين يحرصون على وضع رقم هاتف على ذمة المستهلكين لتقديم المعلومات والنصائح والإرشادات، وأحيانا يكون هذا الرقم مجاني الاتصال حتى لا يكلف المستهلك فوق ما يطيق.
إننا ندعو كل المستهلكين إلى ضرورة التأكد قبل الشراء من سلامة السلعة وخلوها من أية عيوب ظاهرية خصوصا في المعلبات وما شابه ذلك ،وإذا كانت السلعة داخل غلاف كرتوني فلا باس من إخراجها ومعاينتها قبل العودة بها إلى البيت حتى لا تقع في حرج مع البائع في حالة اكتشاف عيب أو خلل ، بما في ذلك الأدوية فقد يكون الدواء مخالفاً لما هو مكتوب على العلبة الخارجية أو الكمية ليست نفس الكمية المدونة على العلبة وغيرها من المشاكل التي أنت في غنى عنها.
دائما أخي المستهلك احرص على سلامتك وسلامة أسرتك ومجتمعك وبيئتك حتى تكون مسلماً قولاً وعملاً.